نصوص أدبية

بين الأرض والرأس مسافة امرأة

-يتابع الحكاية :

أعبر كل المسافات، رغم ما في نفسي من ألم يسحق كل ما أريد،أعير الابتسامة لكل سيزيفات العالم،في

صدري قنابل موقوتة تتوالد كل دقيقة،وكل ثانية...

يحولني الباطرون الى "روبو" أقول في كل وقت نعم أعيش في ذاكرتي وحلمي،تقودني رجلاي إلى حيث تحدد المسير

-قهوة عصير...

-نعم-نعم

أوزع بطاقات "اللوطو"و أستعطف القدر...لو نسيني بين الوجوه...مائة مليون،مائتين،أربع مائة...على مدى

الساعات أتمنى، أحلم أشتهي،أطلب/أطلب،ولا ترحم أيها القدر...

أسير بين الطاولات،كالروبو تزعجني

ذاكرتي،تقلقني،تلف حول عيني ستائر سوداء،تتحول الأشياء إلى ظلام

وأسعى عبر ذكرياتي وأحلامي إليك، ويزداد ما بي من شوق وهوى.لاتتركيني في هذا المكان.كسري أغلالي وقيودي

...ماأمر ماأسمع من الجالسين،هؤلاء الجالسين،أجسام مستلقية في شبه إعياء، كلهم محتاجون إلىالشفقة،ولكن

مائة جلدة كل صباح.

ويعترف حميد :

تفر الذكريات أحيانا، يسكنني اللون الأسود،السميك أحيانا والفاتح أحيانا .وأرفضك مومياء

تلمسها الأصابع المكتنزة، أولئك المشدودة أفكارهم بين أفخاذهم فهم لا يعرفون من المرأة سوى وجهها الجنسي

 

"حاشاك"

اغرق في القنينات أحيانا،أبكي قدري أشرب نخب الألم، أتمدد فوق حصيري، يسكن ذهني طيفك، يغمرني هاجس

الشوق "يهرني" سراق الزيت" وأضحك/أضحك أشد الرحال  إلى ملكوت النوم،أهوي في فراغ اللون الأحمر، تتملكني

رعدة مسعورة، أقاسم "سيادنا" عشاءهم وطقوسهم...وأراك تجلسين فوق عرش هذا العالم... أنا محتاج اليك في

حيرتي في وحدتي، لقد مل،"سراق الزيت " جولته فوق جسدي كل مساء، لم يعد في النفس متسع للانتظار فأنا أتحدث

عن حالي دون  إنكار... ولا مجال للصمت أمام هذا الحال، كل من أراد أن يفعل شيئا فعلت به أشياء في هذا الزمان لا

تتملصي من الفهم أحس مثلك بشيء، كالضغط . غرفتي ليست بها نافدة لتكيف الهواء،أختنق،أريد فقط ان

أتنفس،رائحة العفن أحسها أيضا في دماغي ألا تغسليه جففيه لملمي أشلاءه  ايها الفاتنة.

-يتابع الحكاية :

ثغرك الباسم مصباح يضيء عتمة نفسي المكلومة، أدوخ أدوخ أبحث لك عن مكان يد في الحبيب وعين على

الطريق و "الباطرون" ما أصعبه يثيرني، يستفزني...تتحرك في الذاكرة صورة عن القرية . تذكري يا أنثاي ما أريدك

خشبا أو معدنا أوبترولا،أريدك القرية الاستمرار.

 

معا كنا نسير /نسير فوق تراب الأرض المعطاء، نترصد الأنواء ننزع الأوهام من الأذهان.قلوبنا سالت دما

حينما جفت الأرض وتشققت، كانت الشقوق لا تقل عمقا عن شقوق القلب و الأرجل . وتتضح الروابط بيني وبين

"سراق الزيت" في علاقات تعجز عن تأسيسها اللغة مسكنك/ومسكني / أرضي شق... شقوق حافة تتسرب اليها

بضع قطرات من الماء تجف في عجالة

فوق هذه الأرض أحيانا خلسة , وأحيانا أمام الملأ كنا نتمدد ونمارس أشياء كثيرة، نقارن شقوق أرجلنا

الحافية بشقوقها، نبكي حالها خلسة وتمتص الأرض دموعنا متهللة تشحذ همتنا لإحياء صلة الرحم بإيروس وفي كل

لحظة لا أدري ماذا يحدث للناس يرفضون إيروس . يدمنون حرق الأخشاب يدمرون امتدادات الأرض،ويزداد الحر،

يشتد...

وبحثنا عن منفذ للتنفس، أريد أن أتنفس ولو قليلا.

وجئت إلى هنا ابحث عنك وعني عن دواء لجروح الأرض والأرجل...

وتعرت الأشياء أمام عيني.

موسيق كناوية تدندن في راسي يكثر" الزديج".... يريد أن يفتت خلايا مخي وينثر الشظايا في فضاء المقهى والأرض الملئى

بالضجيج والأجسام.

آه يا رفيقة، أنظر إليك وأنت ترقصين ينساب شعرك المخملي يتطاير جامحا ثائرا معزيا عما ضاع من امتدادات

وإفرازات الأرض.

يمتليء رأسي "بالدندنة" يجتاحني الألم ويمتص أعضائي هذا الألم المسترسل في ذهني، وأراك أحيانا غير قادر حتى

على الحلم،يتحول جسدي إلى معمل يحول كيمياء الأفكار أرفض الإنتظار، أنا الغارق في الصمت،المقيد بما يشتهي

ويريد،الملسوع بنار الهوى والرغيف...

ويتساءل حميد :

أي لون يميز الإنسان ؟أي درهم يدوخ الإنسان ؟ أي حب ؟ أي رغيف يعيد للإنسان هويته وإنسانيته ؟

ما أجمل رنين الذاكرة / بذرة الأحلام لحظة الهم والتمزق حينما حدث كل شيء خطفتني المسافات الذهنية قبل أن أرى  بنفسي...

 

هويت في المدينة / اليم،سبحت أعضائي في الشوارع وكل يوم أضحي أتنازل عن الأحلام والأمال، كل يوم أقول :

لكل شيء ثمن للحلم ثمن،آه وكم كان باهضا ثمن أحلامي لم أشعر يارفيقة أنني ضحيت بها من أجل الحصول عليها .

بلا هدف أتدحرج مع الأشياء أتقيا سائر اللغات،أحاور الأشياء أتقمصها،

أتدحرج عبر منعرجات الزمن والأزقة،وفي ممرات ذهني مثل فكرة،مثل دراجة أو قطرة ماء قطرات ماء...

الماء أتقمصه تشربني نفسي، ترتوي، تتقيأني يتغير لوني أخضر أحمر أسود...وأنا المدينة  يارفيقة

تغلفني الألوان والعطور يمزق أحشائي هذا الصخب تبلعني الأيام تتساقط عبر أزقتي مثل أعقاب سجائر أحس بكم فوق

أعضائي تتهامسون، تحذرون المستنقعات والغبار،تخشون رهبتي ثورتي أنا على كل حال مهما ذبت  وفقدت كينونتي منك

أعي ما الذي يجري. على مرمى العين دائما أسعى إليك عبر ألمي وهمي وقلقي فلأنتظر ولأتريث،إن هذا السير

اللا محدد غير الهادف لم يكن أبدا وسيلة فلأسترح و أنام...ضوضاء الموسيقى تشل أعضائي فلأنم قليلا ضوضاء

أفكاري فلأفكر قليلا ضوضاء لاعبي "الروندة" ضوضاء الباطرون، فلأسترح فلأثريت قليلا ولو قليلا !...بدأت

يداي ترتعدان وانطلقت الكؤوس والقنينات تعزف يستمر العزف يمتد الى جسمي لينضاف إلى ضوضائه أشعر بثقل

الأشياء بالفراغ والإختناق...وأسقط أتكسر أجزاء وشظايا تسقط الكؤوس والقنينات تباعا تختلط السوائل بأجزائي،

وأرى دموعك متهللا يارفيقة تسيل تفيض من عيونك أنهار، تحمل شظايا جسمي و أشعر بالحياة في داخلي،

وتنبت فوق جسدي  أزهار من كل الألوان لها وميض كالبرق والنار.

 

حسن لشهب

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1096  الخميس 02/07/2009)

 

 

في نصوص اليوم