نصوص أدبية
ليتني لم أفعل وقصص أخرى..
والعاهرات في الفنادق الرخيصة، فتح ثلاجته فمضغ ذراع أخطبوط بارد، ثم تكرع قنينة بيره –خايسة- ممررا يده على شفتيه البنفسجيتين والتي لم يغسلها بعد خراءه المتيبس قبل ثلاثة أيام..
تمدد على بطنه وهو يغني على مرسوم الإعدام كقاضٍ غير نادم، لم يكترث للقمر المشنوق أعلاه، ولا لاستغاثة ضوءه المبحوح، ثمة أصوات لاهثة كسرت بلادته، هشموا واجهات بابه، وبريده، وهاتفه، متهافتين على سقوط خراء جديد قد يضاعف من حساباتهم المصرفية، وواجاهتهم الأدبية!
كان ثملا وقتها، مما زاده تبلدا، وقذارة، وقهقهة!
أطلق عليهم خرطوم إسعافه، فأخمدهم جميعا، كان محتاجا فقط إلى مأزق نبيل يشبه حبر الضحايا المغدورين..
فكر، وفكر، حاول أن ينزل الحبل من على رقبة القمر، لكنه ذاب مع الضحايا، وافترستهم القبور الدافئة، في جنازة غطيت بجلد تبرع به كاتب غير معروف أيضا!
ضرط ضرطة قوية، لم يسمع أحدا ضرطته، كما أن رائحتها تبخرت قبل أن يقبض إيجار اللحوم المُقتاتة والتي تُرجمت إلى عشر لغات، وطبع منها مايزيد عن خمسئة ألف نسخة!
قصة قُدسية..
علي، و فاطمة: قصة حب لم تكتمل، لولا رحمة الله..
كلاهما تزوج..
أنجب علي فاطمة، وأنجبت فاطمة علي، فأوحى الله لغصنين من شجرة طوبى إن اشتبِكا، فانزلق منهما كساء من حرير لف عروسين في المِهاد!!
ليتني لم أفعل!
أسنان مشطها الخشبي، كبيرة، ونظيفة..
فكرت أن تهديني إياه بعد ما أبديتُ إعجابي به، لكنها اعتذرت لندرته في السوق، ووعدتني في حال توفره، أن تشتري لي مثله..
صدفة وجدتُه قبلها، فاشتريت مشطين، ولما قدمته لها كهدية، تكلم شعرها الطويل، حيث انزلق حجابها معلنا عن صلعة لامعة، إثر لعنة مرض خطير سرق جمالها مني..
سبعة أمتار!
لم يكترث بارتفاع السلم، كان موقن بشيء واحد يدفعه للتعبير عن سعادته، فالسماء مكشوفة، وغير مخططة بالدخان..
ماء النهر غير ملوث، ومن خلفه طابور من أطفال يتدافعون، ويشربون بؤسهم ببلل كركراتهم، وما تبقى له فقط، هو أن يفتح ذراعيه، و يأخذ نفسا عميقا، ثم يسقط في قاع بغداد!
تماثيل!
أثث غرفته بصور، واسطوانات، ومجلات..
أشعلها جملة واحدة حتى احترقت، ولما راح يكنس الرماد، تذكر أنه نام البارحة وحيدا..
بلقيس الملحم/ شاعرة وكاتبة من السعودية
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1103 الخميس 09/07/2009)
