نصوص أدبية

تداعيات من الذاكرة ..

 أن يسلموا عليه ويسالوا عن أحواله، إلا انه كان يتدارى بوجهه سريعاً كي لا يفتح الأبواب على نفسه ويجعل رجال الحي يترددون عليه، وما أن ترددوا، علي أن أضيفهم شاي أو قهوة، وإذا كان الأمر في الغذاء أو العشاء يجب أن ادعوهم إليه، وهذا كله خسارة، فيخرج آلة الحاسبة من جيب سترته ويحسب، كم يكلف علبة الشاي أو القهوة إذا ما فتح مجالاً للتحية، فيقول في نفسه لن أوجع راسي بالحديث مع الناس، سادراي كلما التقيت أحدا من الأقرباء والأصدقاء، سيسألونني عن ثيابي الجديدة هذه، والتي لم يمض على شرائها إلا أربع سنوات فقط، والتي لم ترقع إلا سبع رقاع فقط .؟!، وسيسألونني عن حذائي الذي تركه لي المرحوم والدي منذ عشر سنوات ولم أرممه إلا ثلاثة مرات .وسيسألونني عن سبب جسمي الهزيل، ولكنني سأجيبهم والله أنني أتغذى مع العائلة كل يومين فكيلو اللحم الذي اشتريه في كل شهر يكفيني في النصف الأول من الشهر، وأما في باقي الايام استفيد من مرقته، مع إنني لا استطيع الصرف الكثير، لان أحوالي المادية ضعيفة جداً، فانا لا املك سوى معمل لإنتاج المواد الغذائية، وأيضا قطعة ارض لزراعة الخضروات، ومعمل لإنتاج المشروبات الغازية، فكيف لي أن أتعامل مع الناس وافتح الأبواب وأوضاعي الاقتصادية لا تسمح بذلك، ألستم معي حتى أن السلام خسارة ..؟

 

وزنة حامد

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1104  الجمعة  10/07/2009)

 

 

في نصوص اليوم