نصوص أدبية

زهراء روح العالم

هناك حيث اللهُ ضمّك بين جناحيه

 لتنعمي بمعنى الصيرورة بَردَ قُربٍ من ذاك الفيض..

تذكري أني يوما كنت أباك

 الذي يصهر روحه كل يومٍ ألف مرة

كيما يمنع دمعةً محتبسةً من أن تستحيل جدولا على خديك..

 ليشرق وجهك طربا بما كان من انتصارك عليّ

هاأنذا اعترف بمليون هزيمة أمام لمعانِ عينيك..

اعترف بضعف حجتي وفهاهة لغتي إذا وضعا في مواجهةِ عبوسٍ بسيطٍ يبدو على محياك..

وتذكري أيضاً أن أمكِ  كلما سمعت صوتَ الريح

قامت وعلى شفتيها: زهراءُ تداعبُ الريحَ لأجلِ أن تجعلهُ يدغدغُ باطنَ قدميّ آلاءَ فتكركر زارعةً البهجةَ في قلبِ جحيمِ شعوري بأني من نسل ادم ..

تذكري إني لم أزل هنا

حيث الحياة بلا معنى دون لون ابتساماتك الوقادة التي طالما أشعلت شتاءتنا جمرا

حتى نتوسل أن توقفي سجر موقد بهجتنا

 فقد اغرق عرق عشقك قلوبنا ليبدو إمكان التنفس شبه مستحيل...

تذكري أن التعيسَ أباكِ لما تنم عينه إلا وقفزت صور مشاكساتك

 تدفعه دفعا نحو سحق العالم بقدمه مرارا

حتى تفتتَ العالمُ تراباً

 لم أجد له مكاناً سوى أن يكون وسادةً خدكِ لحظةَ زفافِ جسدكِ الى حيث جُرفِ الله

الذي مد كفه  لتتلقف سكرتك

 فينفخ فيها من روحه خدرا يضاعف سكرتك فيستحيل الكون خمرا

لذا فلا شك أن الخلق طرا سكارى

أما أنا فثمل جدا بحيث أن الدوار الذي في رأسي

قلبَ قلبي عقلا وعقلي قلباً فصرت أفكر بالمقلوب

لأجل أن أرى وجهكِ – الحقيقة...

لست شاعرا

بيد أن شفتي تلهج باسمك

 فيستحيل طابوق الكلمات صرحا

يشبه الى حد كبير جدار الحزن الذي غطى كل ابتساماتك

 وملأ رئتيك ماءا

هو الماء الذي كان تحت عرش الله

فكلما تحرك انذر بكارثة انكِ يوما سوف تعودين كما كنتِ وجهَ الإله

 ليبقى جدثُ العالم بلا روحٍ كما هو الآن..

زهراء روح العالم المسكون بالفرح

زهراء عشقٌ قديمٌ في مهجة رابعةَ العدوية

لولاه لما كان إلا العفن رائحة تنبعث من فم العالم المشبع بالنيكوتين...

زهراء شرطٌ أول لإمكان الفرحة,

 أن ترتسم على محيا الوجود..

زهرتي رعشةُ عيسى كلما هجمَ عشقُ الروح القدس

على قلبه فيحيله قطعةَ سكرٍ في فم متصوفٍ

لحظة شهوده كشفَ غطاءِ البصر

 الذي ما أن أشتد حديداً حتى تذرّى رماداً

فرط نور قبلةٍ لزهراءَ أطبقت على شفاه الله..

زهراءُ روح العالم كما أخبرتكم

فلا يستغربن احد أن العالم في غاية القسوة

فهو اليوم بلا روح ...

هو اليوم بلا زهراء... 

 

 ............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1105  السبت  11/07/2009)

 

 

في نصوص اليوم