نصوص أدبية

سوار يتنهد بنشوة النحيب

قوائمَ العطر

فتلفّهُ السّماءُ

بشرائط الغمام

وتغسل الرّوحَ

بأمانٍ صغيرة

( تراكمت فيه....)

تشتاقهُ حدّ التّوق

تشتاقـــــــه

لتنشطر أنفاسها

على

جنباتِ ياسمينة دافئة

تطلي بالقار

صدرها بهواءٍ أسود...

 

تصطّف الزّفرات في رئتها

على ضلعٍ مكسور

يحنُّ للبُكاء!

وكلّما رأت وجعها

في وجهها،

ينفلتُ الدّمع

من مقلتيها

فتصدح تفاصيلها

على جناح شفة

تلوك خصلات ضعفها

بِاستفهامِ صمتٍ

يغطُّ في حيرة!

:

قالت: هبني من عينيكَ نظرة

وعلى عروس بحري

اقرأ نبأ ضعفي المُلطّخ

بهلاكٍ رماديّ!

:

بإصبعِ أُمنية

تُحرّكها

انهيارات الانتظار!

وتفرّ

من اغتسالاتِ الكون

وسط عجاج الفجر!

:

قال: أينكِ

والرّوح على وشكِ الانهيار؟

:

رمادٌ حزين

يجرف خفق الشّمس

نحو أمواج صباح

مشرق بالبُكاء!

تصفّد قلبها

بألوانِ الرّحيل

( بعدما التهم منها الوجع ما التهم!)

جحافل النّار

تُعارك فؤادها

بِزغاريدِ نسيم خانق

يعبق وشوشة ياسمين ذابل

وشفاهُ الشّمس حارقة

وجداول الكرز

تنزف حُمرةَ الألم

وسِوارٌ يتنهّد

بِنشوةِ النّحيب...

شْ شْ شْ ....!

 

حقول القلب مُثمرة

بذكريات تقطف لحظاتٍ

لا تُنسى،

وغصّة في الصّدر

تصرخ-

آه مع كلّ شهقة.....

:

قالت: ســ آتيكَ....

ولكن... أين؟

وكيف؟

:

قهرٌ ثَقُفَ

نوائح درب قانط

بِعليلِ العجز

يسيرُ حيثها،

وأسى يلوك

صبرَها

بِنواجذ العتمة...

 

نتأتِ النّبضات سقف قلبها

وتعالت...

فاصطكّت أوردة نزفها

وبِخيطِ اللّعنات

زبرجت سرائر الفزع....!

:

قالت: اقرأني كتابًا

وهادِنْهُ

بترتيل نور

يرتجلني آية توبة...

 

علِّمني الفِرار

من قسورةِ السّخط

الـ يُسقطني

من عينِ الأوجاع

انكسارًا على أهداب العشب

الـ يُمتَهَن!

 

 (2)

تتعرّى ملامح وجهها

من تفاصيل

تلتوي فيها شوارع التّعب

بفصولِ عمرها الممتدّة

على دروبِ الفراغ....

أوليست الحياة حسرات؟!

تمامًا كـَ ندفِ القلبِ

بغصّات عابرة

ورميهِ في حضن تيهٍ

مهجوووووور!

 

نايٌ مجروح بنوباتِ البقاء،

يشهقُ آهاتٍ

موشومة الحَزن،

ويقرعُ ريحَ الوتر

بِهمهمةِ موت آجن....

 

طبول الحنين

تدقّ لهفاتِ الحلق

بِنداءٍ بريء

وأناشيدٌ صفراء

تتبعثر

في حَنجرةِ الوداع

وجفنُ السّماء يصرخ

في صدرها

فيتعثّر النّداء!

:

قال: ليتَني اعتزلتُ ليل الحلم

وسيّجتُ يميني

بأظفارِ السّراب،

ليتَ الظّلام يختزلني

بِخفقِ الدُّخَان

رمادًا

وظلالُ الذّاكرة

مُلطَّخة بدمي!!

:

هو وهي يشربان

من تأمور الشّوق شرابًا

يرقش حلقَ الصّمت

هُذاء....

 

رمالٌ منكسرة

تقصف بِقبضةِ العراء

أربعَ ذرّاتٍ

بِتهليلِ الرّجاء...

لولاها ما كان....

لولاه ما كانت....

 

(3)

قالت: أتذكُر....؟

قال: أتذكرين.....؟

 

قالت: الفستان الأبيض....

قال: بل كان أحمر،

كـ لونِ دمي....

 

قالت: منديلي الأبيض...

قال: بل كان أخضر،

كـ لونِ عيني...

 

قالت: تسريحةُ شعري الأصفر

قال: كـَ لونِ النّار

الـ تسري في عروقي...

 

قالت: لِمَ ترحل....؟

قال: لأجلك...

 

قالت: إذن... ستقوم السّاعة...

ستنهي الحياة بِفجيعة موت...

وستتخلّق الأحزان في كبدي...

قال: عهدّتُكِ صلبة،

فلِمَ تُظهرينَ حنانكِ

الآن؟

لِمَ ترشقينني عذابًا

حتى في لحظتي هذه؟!

من أينَ لكِ الرّأفة؟

ومن أين جئتِ بها؟

وملامح الحلم التي رسمتُها

- ذات مرّة-

في نومي

تناثرت

تـ نـ ا ثـ ـرتتت

على طرقاتِ العمر

وشمعة الحُبّ

انطفأت...

ا

نـ

طـ

فـ

أ.....

:

وكأنّ العتاب

كأن العتااااااب

خُلق من حسرةٍ

طرَّزَت

من ذاكرة اخضرار قطاف سُكرة،

بعدما احتوتهما

مسيرة خيبة

تكسوها زينة نضج!

 

(4)

نظرات يتيمة،

صيحة حُلم،

صهيلُ وجع،

جمرةُ عتب،

هالة اختلاف،

وبصيص قهر...

تؤدّي

إلى

نوبة فراق

يضيء عيون قلبيهما بِمَحارِ اللّوعة....

:

قالت: ما زلتُ أُنثاكَ

الـ تستلّ من صوتها نبرة صدق

وهالة يقين،

وتعلم

وتـــعــــلــــم !!!

أنّني لستُ كسائر النّساء

الـ يُصلب في قلبهن النّبض

ويُجهضنَ الحنين...

قال: ومعاناتي....؟

:

صمتت

صمتـــــتتتت

عند ولوج معاناته المُنكمشة

بِصنَّارةِ الوجع

وطُعم الألم

الذي

آوتهُ معدةُ النّحيب

لأيّامٍ طويلة.....

 

(5)

 

إيماءةُ لعنة

وهالةُ قضمة

بلونِ البحر

مطليّة

بحزام ماء

وشهدٌ بُتِكَ نحلهُ

بِسيفِ غرنوق!

سكتت

وما هدأت

أنفاس العجز

عن مجاراتها!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1106  الاحد  12/07/2009)

 

 

في نصوص اليوم