نصوص أدبية

صديق تسكنه الذاكرة *

 تنتظر ألزمن ألقادم،

 يكتسبُ ألحبُ عبارات أخرى،

غير عبارات ألوهم ألمكتوبة  في لائحة الضوء  .

 

الموت عبارات تترى، 

وتوابيت تنزف،

ذاكرة أقفلها السجان، 

قيس، صبار، صلاح، حميد، عادل،

قوافل من الأصدقاء ما برحوا ؛

 

أسوار ألعتمة ما زالت ؛

 تبحث عن شيء مخبوء،

كنا في ألسابق نخشى رائحة ألسجن،

 نعشق  طعم ألصمت،

 ونخبئُ تلكَ ألأسطر،

 أونطمرها،

في أرضٍ تحتَ ألجدران،

بعيداً جداً عن أنظار المخبر والسجان،

نتحدى كل حروف الطاغوت،

أونجلس في مقهىً تركنُ في زاويةٍ تبعدُ عن أنظار الموت،

 نتمعن بوجوهٍ أتعبها ألحزن .

 

لا أعرف يوماً من دخاني،

غيرَ لفافات متعبة من أرخص أنواع ألتبغ،

 لا أشعرُ بألراحة،

 وأنا ألبسٌ سروالاً فاخر،

 أما الشعر فأنا  لا أعرف  عنه،

غير قوافٍ أتعبها الصبر،

فأمست،

شاحبة ثكلى،

لا تعرف غير دموع أرهقها الليل،

لتحفر في روحي وجعاً سريا،

تسكنه أسماءُ أخرى،

 تسعى،

لتلملم آخر آهات الفجر ألقادم  .

 

ألنخلة وألجيران،  

كما القربان، ومشاهدَ أغنية حبلى،

موضوع يتكرر،

هنالك عند أنقاض نخلة صبور،

مشهد ما أنفك  ينبضُ بألدفء  ورائحة التنور،

 ليحكي عن قصة  بائعة ألقيمر،

هنالك، إذ تستيقظ آخر أحزان العتمة،

الوجع الشتوي يتحدث عن خبز ساخن،

 يطوف بعمال ألمسطر،

يجمعهم، يتكلم عن ذاكرة مذعورة،

يتصبب منها ارشيف التعب الممزوج برائحة الطين .

 

 1976،

كنا طلاباً لا نتجاوز عمرَ ألعشرين،

مراهقةٌ تجمعنا بالعشق حروفا،

لاتعرف غير" ألخوية "،

لبنت ألجيران،

 وإذا أحببنا، نجمعُ أبيات ألشعَرِ،

ونعزف لحنا  يحمل أسماً لا يخلو من حب عذري،

ألحب لدينا عشق أكبر من كل ألأشياء .

 

أللغة ألعربية  سر،

ما زال يفتش فينا،

 يبحث عن شخص أحببناه،

ومدرسنا  بهيبته  يجمع آثار التاريخ،

يفتش عن نافلة خضراء  .

 

عند صرح مدينة جنوبية بائسة،

مع إنحناءة نجمة أتعبها النعاس،

ذات يوم،

 

حينما كنا نصغي، لنحيب غيمة يطاردها برد ثقيل،

 سأل ألأستاذ،

أن نكتبَ عن شخص ما،

 كتبَ الأول عن غاندي،

و ألثاني عن ألجواهري،

 وآلآخر عن، وألآخر عن  .

 

 ألدرس أنتهى،

 ليساق  ألبعضُ منا ألى ألتحقيق،

ألسبب حصراً،

هو أن نكتب عن أسماء أخرى  .

اسماء من لائحة الحزب ألملعون،

وإلا ، فالموت،

اوالسجن، للطالب اقرب ما يكون  .

 

انذاك  ألمدرسة ُ صارت  دائرة أمنية، 

والإستاذ  نُقل، الأستاذ،

بعدَ عشرين يوماً،

كان في منطقةٍ نائية، 

وهنالك بعد استراحة قصيرة، 

أُصدر  القرار ،

بأعفاء مربينا  عن منصبه المذكور .

 

الفقرة اللاحقة :

 ألمدرس غير " ألبعثي "

لا يحق له ان يقوم بمهنة ألتدريس،

ويحولُ إلى كاتب أوموظف في إحدى ألدوائر،

أوألمديريات ألتابعة إلى مديرية ألتربية وألتعليم،

 ويخضع للمراقبة ألشديدة بموجب" القرار المذكور"*

 

وفقاً لمصلحة "الحزب الحاكم"،

 يومئذٍ، إذ لاخيار إلا ألسجن ،

ألمنفى هو المحطة البديل،

وفي ألمنفى، إذ لاشئَ  يمنحُ ألدفءَ،

إلا بطاقات،

تاريخٍ معرف،

المدرس راح يبحث عن وطن آمن،

والحب بعيداً لاح،

ليرسم بالدمع المتكرر خارطة الوطن المقفل  .

 

...................

*حقائق غير هامشية ـ مجموعة نصوص ـ  تأليف عقيل ألعبود .

*في ألعام  1976  أقتيد مدرس أللغة ألعربية، وغيرهُ  من غير البعثيين ألى أحدى فروع مديريات ألأمن ألتابعة لمديرية ألأمن العامة بتهم سياسية ملفقة، كذلك تم إغلاق ألكليات وألمعاهد ألخاصة بالتدريس، لتخصص للبعثيين حصراً .

 

 

 

 

في نصوص اليوم