نصوص أدبية

هجرتُ حقولي ولزوميّات أُخرى

عليها بكى جفني وقلبي ولم يَزَلْ

يُلِحُّ عليَّ الحزنُ حتى بكى عقلي

 

2 – ألا مالها ؟!

ألا ما لها والعَزْفُ عنّيً سجيّةٌ

لديها وما عادتْ تحنُّ إلى عزفي

وأُصغي لها من كلِّ قلبي ولم تَعُدْ

تُضَمِّدُ جرحي وهي تُصغي إلى نزفي

ـــــ

عَزَفَ عن الشيء : ابتعد عنه .

 

 3 ـ  مسافة

مسافةُ ما بيني وبينكِ رِحْلةٌ

تطولُ ولم تقصُرْ كما رحلةِ العُمْرِ

أخوضُ بحاري والمفاوزَ * لهفةً

إليك وأجري من سرابٍ إلى غَمْرِ

وإنّي لأخْشَى أن تحينَ منيّتي

وأنتِ تُقَضّي العُمْرَ بالطبلِ والزمْرِ

شَكَوْتُ إلى الرحمنِ أمرَكِ في الذي

صنعتِ وما لي لستُ اشكو له أمري ؟!

أما قد كفى سَجْعي إليكِ أحثُّهُ

حنيناً وشجواً مثلما يسجعُ القُمْري ؟!

إذا أنا لم أُسْقَ السُّلافَ * تشوّقاً

إليكِ فإني قد عَزَفْتُ عن الخمرِ

ــــــ

المفاوز: (جمع مفازة) الصحاري .

السُّلاف: أفضل الخمر .

 

4 - تعودين أحلى

تعودينَ أحلى كلّما غِبْتِ مدّةً

فغيبي وإن كان ابتعادُكِ لا يحلو

أعلّل نفسي بالفراشاتِ في الضحى

وهلْ كانَ للأزهارِ يَسْبِقُني النّحْلُ

وأنتِ إذا دُسْتِ اليبابَ * تغيّرتْ

ملامحه للأُنْسِ وارتحل المحلُ

وهل يا ترى من وَجْهُهُ كانَ مُخْصِباً

بِبَسْمَتِهِ مثل الذي وَجْهُهُ قِحْلُ

ــــــــ

القِحْل: القاحل .

 

5 – إذا أنتِ حَمَّلْتِ الغمامَ تحيةً

إذا أنتِ حَمَّلْتِ الغمامَ تحيّةً

إليَّ وفاح العطرُ من بَلَلِ القَطْرِ

عرفتُ بانَّ القَطْرَ لم يكُ غيمةً

أتتني ولكن قد أتتْ غيمةُ العِطْرِ

 

6 -  الحُلْم خير من العلم

حَلَمْتُ بكِ من قبلِ يومينِ حِلْمَةً

ولم أكُ قبلاً مُدْركاً لذّةَ الحُلْمِ

فأقصيتُ عني العِلْمَ فيكِ لأنّني

تَيَقَّنْتُ أنّ الحُلْمَ خيرٌ من العِلْمِ

 

7 ـ إذا سِرْتُ سارتْ

إذا سِرْتُ سارتْ غيمةٌ فوق هامتي

إليكِ وإن كان السُّهَى* دونَ هِمَّتي

ولا عَجَباً في أن أطولَ * بقامتي

طموحاً إليكِ في العُلَى كلَّ قمّةِ

ــــــ

السُّهَى: كوكب خفي من بنات نعش الصغرى .

أطول: أفوق علوّاً .

 

8 ـ إذا أنتِ أرسلتِ الذوائبَ

إذا أنت أرسلتِ الذوائبَ غُدْوَةً

أقولُ أطلَّ الليلُ من مطلعِ الفجرِ

لكِ الأجْرُ مني إذْ تَمُرّينَ مرَّةً

بقربي ، فَلِمْ لا تُكثرينَ من الأجْرِ ؟!

 

9 ـ بَعُدْتِ

بعُدتِ ولا تدرين حين تَرَكْتِتي

بأنّكِ قد أبقيتِ مشتعلاً دمعي

وأظلمَ  ليلي حين غِبْتِ ولم يكنْ

من الدمعِ بُدُّ كي أُضيءَ به شمعي

وألقَى على عينيَّ ستراً فلم أعُدْ

لأُبصرَ حتى سُدَّ عن مسمعٍ سمعي

ففرّقْتِ تجميعي وجمّعْتِ فُرْقتي

ولم أدرِ تفريقي لديكِ ولا جَمْعي

ألا أرجِعيني مثلَما كنتُ واحداً

وحيداً وأنأى باجتماعي عن الجمْعِ

 

10 ـ  ألا ليتني صَخْرٌ

ألا ليتني صَخْرٌ فأَنأى بجانبي

عن الناس في بَرٍّ ويُؤنسُني الصّخرُ

تظلِّلُني الأشجارُ وهي وديعةٌ

وليس لها سُخْرٌ من الغير أو فَخْرُ

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1107  الاثنين  13/07/2009)

 

 

في نصوص اليوم