نصوص أدبية

ظلال حياة مغلقة

من خلف نافذةٍ مُغبَرةٍ

تطلّ بنصف عينٍ

فوق همهمةِ الشوارعِ

و الحياةْ

في الصبح يعبر شارداً

في الليلِ يوقد ضوءهُ

و يغوصُ في الأوراقِ

موجاً

في بحارِ حروفهِ ..

تبتلُّ بالأحبارِ

أو أفكارهِ الحيرى

يداهْ

قد يصخبُ التجارُ

في سوقِ الخميسِ

و ينقرُ المخمورُ

أطرافِ الكؤوسِ

و يصرعُ البحّارُ

موجاً عالياً

و يعودُ راعٍ

بين تمتمةٍ لناياتٍ

و همهمةٍ لشاةْ

 

قد تعبرُ الأعيادُ

في كل الشوارعِ ..

تهجرُ الأشجارُ

أرصفةَ الخريفِ

و ينظرُ الولدُ المتيمُ

للفتاةِ مُعَذباً

و يقولُ: آهْ

قد تسقط الأقمارُ

فوق بنفسج المرعى

و يلتف النسيمُ

على كفين

في الذكرى

و يورقُ جذعِ أمنيةٍ

بلا سببٍ

و تندلعُ الأغاني

فجأةً

عبر الحناجرِ

و الشفاهْ

أما هو

فيظلُ في منفاه

مغترباً

و يحيا

دون أن يحيا

خيالاً عابراً

في حلمِ إنسانٍ سواهْ

 

صلاح عليوة

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1117  الخميس 23/07/2009)

 

 

في نصوص اليوم