نصوص أدبية
صهيل الرغبة
انحنت إلى الأمام قليلا لكي تكون أكثر قربا من المرآة، فارتج نهداها واهتزا كأرنبين يوشكان على الفرار، تأملت المشهد للحظة، فندت عنها ابنسامة، تنم عما يختلج في النفس من دراية بأسرار الفتنة والغواية فيها.
أمسكت أحمر الشفاه وراحت تلامس شفتيها بارتعاش وذبول، فغابت في حالة من النشوة لم يخرحها منها سوى وقع طرقات خفيفة على الباب، ألقت نظرة سريعة على المرآة، فارتسمت على وجهها ابتسامة أوسع من ذي قبل، نظرت إلى الطفل الذي يغط في سريره حالما، ثم اندفعت تحو الباب.
- أمان، قال قبل أن يلج إلى الشقة، فجذبته من لحيته وزرعت رأسه بين نهديها، فاشتعل نارا ولظى، دفع الباب برفق، فأصدر أزيزا خافتا ثم انغلق.
لم تمهله فرصة التخفف من ملابسه، أطبقت عليه بكل مفاتنها.. تفجرت بين يديه بركان شبق وشهوة.. ألهبته بسياط فتنتها، فصار كرة من نار تتدحرج بين ثنايا جسدها، همس من بين أنفاسه المحمومة: حاذري أن يصحو الولد .،فأطبقت على شفتيه تستحلبهما بشره غريب،ارتد إلى الوراء قليلا، محاولا استعادة أنفاسه المغيبة قسرا داخل فمها وقال بشئ من الذهول : تبدين في أوج تألقك.
- وأنت لا تبادلني الشيء ذانه.
- أشعر بشيء من الإرهاق.
- ارهاق أم مريدات جدد؟ .، فاكتفى بقبلة طباعها على خدها ولم يعلق بشيء.فقالت بغنج فاضح : في المرات السابقة كنت تلتهمني كقطعة جاتو.
- ومازلت أرغب في ذلك.
ضمته إلى صدرها العاري، فغاب في موجة من اللهاث المحموم،دون أن يشعر بنظرات الطفل المنغرسة في ظهره بحيرة وذهول.
- الولد .، قالت بذعر لم تقو على مداراته، فقفز من فوقها مذعورا وتوارى داخل عباءته،ثم انسل كجرد وجد خرما في الشباك.
- ماما .. مالذي جاء بعمي الشيخ إلى هنا؟.
- جاء يزيل الخوف عني..تماما كما فعل معك إثر نوبة الخوف التي ألمت بك أثناء الحرب.
- ومما تخافين وقد انتهت الحرب؟.
- أخاف من الوحدة ..من الوحشة المعششة في زوايا البيت.
- إذن سأطلب من أبي ألا يغادرنا ليلا.
- لا .. لا تخبره بشيء ودعني أسوي الأمر معه.
بعد يومين أفاق الناس على خبر مفجع، إذ وجد المصلون بعد خروجهم من صلاة الفجر جثة رجل شهدوا له جميعا بالورع والتقوى وبعد أسبوع شاع في الحي خبر اختفاء زوجة الحارس الليلي لمخازن الأنروا.
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1120 الاحد 26/07/2009)