نصوص أدبية

شاعر في زمن الشيخوخة

فوق منفضة

يحتسي الكحول الرديئة

وفي يديه سبحة

وعكاز عتيق

يجوب به

شوارع المدينة الجرداء

يرتدي قميصا من دانتيلة بيضاء

وسروالا أصفر فاقع اللون

يبتلع أحزانه

ويلفظها آهات متشظية

تتناسل الأعوام على كتفه

وتطاولت عليه الشيخوخة

 

وكعادته

يتفرس طالعه

في قصاصات جرائد الأمس

يتثاءب المشيب في وجهه

ولم يعد قادرا

على حلق ذقنه المتجعد

فطالت لحيته مسترسلة

 

يفتح موبايله

يتصفح صورا تذكارية

أخذت له

في أمسيات شعرية غابرة

 

كل يوم يكتب برقيات

لسجناء القوافي

من حين لآخر

يمنح لنفسه أوسمة تقديرية

ويشيد أبراجه بالورق المقوى

ظل سنوات يبحث عن قصيدة مهذبة

تكون أكثر أناقة

من عارضات الأزياء

 

يعود الى ذاته المتآكلة

ليتذكر عمرا

متقدما عليه زمانيا

ثم يتوارى في قيلولة النهار

حتى يتعبه الشخير

وفي الليل يختبئ

وراء ظل القمر

لكي يتلصص على النجوم

وهي تستحم في ضوءه الناعم

 

لندن

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1588 الجمعة 26 /11 /2010)

 

 

 

في نصوص اليوم