نصوص أدبية

طيف من زمن بعيد

فجائت سنين منكرات ذوائــــــــــــلُ

زعمت بأني عارف غير اننــــــــــي

تأكدت اني بالذي فات جاهــــــــــــلُ

وقد صرت فردا بين يأسي و محنتـي

وخوفي وأوهامي أراني أحـــــــــاولُ

أبعد ثلاثين من الدهر زرتنـــــــــــي

وكان حريا أن تصان الأوائـــــــــــلُ

ولو لم يكن طيفا لكنــــــــــــت أذوده

فهل تنفع الميت الغيوم الهواطـــــــلُ

تجشمت عمرا لا أكاد أطيقـــــــــــــه

أحاول نسيانا وطيفك ماثــــــــــــــــلُ

لُعِنتِ أبالحبِ الذي كان خافقــــــــــي

سجينا به قد بعته وهو ذاهــــــــــــــلُ

جذذت نياط القلب حين ذكرتــــــــــك

لعلي بتقطيعي فؤادي أطــــــــــــاولُ

أأهرب من عينيك وهي تعيش فــــي

خيالي وفي قلبي تعيث البلابـــــــــلُ

إذا شردت روحي إلى حيث أختلـــي

تذكرني ما رقّ منــــــــــــك العنادلُ

وتشرق آماقي بدمعـــــــــي إذا رأت

قطار الندى يرشفن منه الخمائـــــــلُ

أرى شفتيك فوق كل شقيقــــــــــــــة

وهذا حمام الدوح باسمــــــــــك هادل

أراك و في الستّ الجهات مثلت لـــي

تحيرت لا أدري وما أنا فاعـــــــــــلُ

ترى كيف تهوى النفس غير أليفــــها

وكيف ترجى في الغرام البدائـــــــــلُ

شكوتك في الدنيا إلى كل مسهـــــــــد

وكل عميد نال منــــــــــــــه العواذلُ

سألقاك يوما بعد مـــــــــوت جسومنا

وتحضن روحي روحك وتـــــــغازلُ

خيالك نصب العين لا شـــــيء غيره

هو الحق و الموجود نؤي زوائـــــــلُ

زوى البين من عمري سنـــــي بهاءه

وأبقى بقاياه وهــــــــــــــــــــن قلائلُ

فما فرح العذال إلا حمــــــــــــــــــاقة

فبعد سنين كل ما جد زائــــــــــــــــلُ

وكل بهيِ بعد حين تدولــــــــــــــــــه

عن الحسن أيام و حال و حائــــــــــلُ

ولن يبق غير الذكر يذكر ساعـــــــــة

وينسى بأخرى و الحميد الجمائـــــــلُ

ألا أيها الطيف الذي ضلّ دربــــــــــه

تنحَ ومل عني فإني أناضــــــــــــــــلُ

فعهدي بصدق آخر العهد بيننـــــــــــا

وبعد زيال الصدق أقوت محافـــــــــل

فإن زرت أولا إنما العمــــــــــــر هده

طويل انتظار أو أمانِ تقاتـــــــــــــــلُ

فكم من جيوش من أمان حشدتهــــــــا

وقد أخفقت راياتها و الجحافـــــــــــلُ

وأُبتُ كأني لم أكن ذا فتــــــــــــــــوة

وإني كسير عضده و الأنامــــــــــــلُ

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1590 الأحد 28 /11 /2010)

 

 

 

 

في نصوص اليوم