نصوص أدبية

صفحات كالصفعات

يلتمس زمانا ينض فيه رداءه الخـَـلـِق

يبذل حشاشته

ينتخل المعاناة

أين مسلك الخطاة؟

يخشى المجيء مع الضياء

ليس له أن يسلو حدائق الله

هل التنزه هناك أحلى أم  الإنعكاس على جثتين؟

تهرأت الجثة الأولى

جعلها الله حصيدا

وتعثر بأذيال الثانية

دعها ترقد مستريحة

كما تفقد الوعي عاشقة غب القبلة الأولى

لا تعكر صفو صمتها

دعها غائصة بالهدوء

أيما أحزن هي أم أنت؟

ما أشد  إخضرارها

باسق رميمها

ما أحلك بياض الكفن

لـِم َ تهديها خمارا وعندها كفن

انتبه ...لئلا تعثر به... ذا فنن عصفور رحل

عصفور إزدرى صورته في صفحة الماء

حين مشطوا أهدابه

وكحّلوها بنحاس معتكر

 

حجلت عيونه

وصار شعارا في راية  قرصان

مهم ٌ أن لا يساكن الأشرار

 

إقلب الصفحة

فات زمانك أيها المجبول بالأسى

هربت بنفسك إليك

فتحت لك أمك الفناء الرحب

والأخدود

وسافر الدود

المدلج الساري خرافة البقاء

كخرقة الطمث

والنحيب عبث

بعد القرء

ذلك ما لا تستطيعين عليه صبرا

ردوا علي صمتي

دعوا وجهي بـَسطا

قربوا الشتاء من دفيء نياحكم

ما سبيل عليات العلى

ورعشة صممت تقتبس جوانحي

تختلس وشم  أنوثتي

فيا ضيعة الأنفاس في الهجير

فليكن

 

إنتهت الصفحة الثانية إقلب الصفحة

يروعني تذكر يوم أخفاني الأعور في جب أفخاذه

آذنت روحي بصرم

علقني بأغصان شجرة آدم

ثمل

ولعق ثميلته الصدفية

عصبني أي عصب

خمش الناعم الرخص

ارتجت عظامي وأخذني الهلع

ناديت أن مسني الضر ربي فأنجيني

ولم تهجع الحلائل بعد

أجبرني بفيضك

وما طارت بعد مساحي صيارفة الشبق

بكرت في غدي أبثك ِ نجواي فختمت بلعومي، عرفت ُ ما عرفت ِ

، ضحكت ِ وقلت ِ: لا تفزعكِ أولى السهام الملتهبة

سيلغ لحمك البض كثير

لوعة إثر لوعة ستتبعين

لانعلم ماتسر لنا عباءة الصرح القدسي

متى يخر علينا المهيل

لنا غاية وربما تنقطع إذا بلغت غايتها

تعالي نهرع إلى أرض تصطنعنا

نختبط الأصيل بالغسق

إنْ نرتع في فاحشة الصمم نرتع في سراب الإنتساب

هناك كما هنا فؤوس ذكورة جاهزة لحرث الأديم

تأسفين على غصة في البلعوم، كيف؟

سيبعثرنا لسان حليف

وتصلصلنا حكايات اللواتي ينتظرن من يستبطنهن بالحلال

سيغرد الذباب

أخاف ان تطوحنا صعاب المراكب

تأوهي تأوه ثكلى

مهما تكن فهي ألذ من لذيذ الكرى

وأرض فيها لنا كل باغ انبرى

نمى العطش في وقود جليده

ينشدنا إطفاء الظمأ

ويزيح الحجر المحظور

 

أنتهت الصفحة الثالثة إقلب الصفحة

أتذكرين

عندما كنا نتناول طعام العشاء ورفضنا زجاجة سابغة الإحمرار، تطلع إلينا ذلك السابغ الجيوب، كان لطيفا ومسكينا، لم يكن غناه في ماله بأقل من غناه في خلقه، لكنه كان ساذجا، خاشع الرغبة يخاف البوح، وأنت ِ لكزت شجاعتة، يريد إحدانا الليلة، ولما كنـّا لا نفترق كما اتفقنا،  وتعاهدنا، صار شجاعا وقال لتكونا معا، ولما أردتِ  أن تسخرين منه،  قلت: أتقصد في فراش واحد؟  فصار أكثر شجاعة، وقال:  سأضاعف المبلغ، ولما كانت ذخيرتنا على وشك النفاد، فاما نسفه عودة أو نرتضي،  سيصموننا بالعار أولئك الذين ألسبوا الأختام والحجب أكاليل الغار، وربما أقاموا علينا الحد.

ويصرخ الأطفال والمجانين: آثمتين، آثمتين

وما من مسيح يمنع عنا الحجارة.

لا يأخذنك فزع، فالأجساد سيان، رأيت منك الذي رأيت مني، هل نسيت لم أتقيك ولم تتقيني، إغتسلنا  معا.

بلى، ولكن....... لم نشتجر الرنين الأبح معا.

ذاك سيبدو جميلا،  كل أمر غريب مستهجن، وبعد الإعتياد ترحل الغرابة عن فيافيه.

عند ما عانق عمود الفجر الشراشف المبللة تمطى ذكورة وارفة  لإنتصاره  في حرب من حروب الجسد الأزلية،  قال:  أرتضيك زوجة  يا غجرية، وأشار إلي ّ.  ساذج النية، فضلني عليك كوني بكرا،  قاده هريرذكورته، وما كنت اجاريك جمالا.

أترفضين تعاطي  الأنوثة والرجولة حلالا.

 في أمس كنت ُ أخسرالخاسرين، واحتطبت يبابا.

ها أنت اليوم  عنترة.

أما ظفرت بوطر؟

هذه البلاد محطة لنا، سبيلنا غربا.

إذا رمت التلذذ بذكورتك، فذاك يكلفك كثيرا.

هذا ما قلته ِ، كنت تبيعين بي وتشترين كجارية.

وأقنعتني، سيكون ويحصل يوما وسترين انه أسلس من أفواه الرضع،

 الرشد أن تتبعي غيك.

 

إنتهت الصفحة الرابعة إقلبي الصفحة أعرف انك أنثى

وقبل أن يقبـّل الفجر صوت المؤذن

سال الشفق الوردي

ويوم فريد لا تكرار له

ستائر الغرفة تصطك  وترقص حول الجفون المبعثرة

من الآن يستثنى الخجل

تقطعت إسورة الطفلة

ولم أعد أثني أعراف الخيول المخضرمة غزو مياديني

هوت كواكب كنت أظنها زهرا

سهل على قنيص  صيد شجر ينبت الفاختات

خلي السحاب يصاعد في سماء الوهم

حنانيك إذ تهاب الدمعة كالح الحدق

غداة اللون يعاف صقيع زمردته

المرء يعتاد الصبابة لدهر صيفه شتاء، وشتاءه  شتاء

هل يحتاج من يرتقي الجسد سلما؟

أنيفي على بطحاء الغوائل

غائلة الخوف بعيدة عن مرمى الخنوع.

 

إقلبي ترين الصفحة السادسة

تهرم رماح لا تخوض الدم

لتبصر عيني خواء ناعس الورد

لتطرق الآن النواقيس

ليؤذن بوم السحمة

آبت رؤوس الجبال نحو أمها الأرض

أزّينت بزعانف زخرفية

غادر العرجون الكبرياء الأشم

أعياه الخصب والأكم

انزاح مع عسل مالح بكأس فضاء خلي النعيم.

فطيمة السحاب البخيل

كوابيس مجدك لم تصافح هدرا

اصطلي نار الحياة

احرقي الكتب الصفراء

مزدادة الشراب إلى شراب

قريبة ٌ جواريه السنية

تحطيم هبل لا يعني أبدا النأي عن اللاة.

 

أكملي أنت في الصفحة السابعة

قد نبلغ مأربا

ذا ورّاق يشتري  حتى الأحاديت النبوية الموضوعة.

حلوتي: أنت صنيعة الخمر المعتق

نادلة إبريقها لم تعرفه المصانع بعد

لكن هذا لن يجدي إذا لم تلبسي الوزير المبجل قلادة تجودين بها عليه فيجود عليك بما تريدين

هكذا أصول الصناعة

من يحتاج العلاج يلاطف الزاج

ازجري شهية الزمام و صليه بناعم ناضر

ءآلهة بلا هوى

هيهات يحل القيء محل ماء الخلايا

ذياك يفضي لشهرة تطبق البر والبحر وتخجل الأفق

بـُعيد كل أفق أفق، وحيثما وليت وجهك أفق

في التذلل لذة

الأماني إكذوبة العاجز الكبرى

تكسر أقفالها حقيقة الزمن الكفاحي

لابد له منك ما يذهب نسك البراءة

لتعبث جواريك فيعلق  بشره التدحرج

 

وصلنا الصفحة الثامنة 

زعق الوزير

اليوم تكون على شاشات التلفاز

وغدا في ندوة جامعية

وبعد تخرج مظاهرة تطالب بنشر نتاجها.

ولو انها لم تكن مبدعة في الفراش كإبداعها على الورق. قالها بسره.

شيك من الوزير بمبلغ يكفي سنينا وبالدولار

شيك من دار النشر الحكومية

شيك من دار النشر الأهلية.

الآن نـُغرّب ميسورتين

سأبني لك مرسما وسترسمين للناس ما جرى لنا منذ الأغتصاب الأول إلى يوم غمد الوزير نصلا في حشاشتي.

الأرجل التي توضأت بالوحل لم تعد ناظرة غدا.

حان دورك

أعذب الفتك قهر الذات

والجسد المتهالك أداة

لأنني لا بد أن أكتب شعرا للمغتصبين.

 

صفحة محترقة

في زمن الضيق يقف البروز بعيدا.

 

صفحة منسية

كرسي الرب.

 

صفحة ممتلئة

        ن

صفحة أخيرة

       ؟

 *سردار محمد سعيد نقيب العشاق على الأرض الممتدة بين نهري الفرات والكنج

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 5911 الأثنين 29/11 /2010)

 

في نصوص اليوم