نصوص أدبية

لسيد متوج بالعطاء

الفخر كل الفخر لملتقى الخميس الابداعي وهو يحتضن شيخ المناضلين. وسفيرهم المشرف رجل السياسة والادب والشعر، ورجل السلام.

قاعة الاتحاد تلقي عليه السلام والترحيب والحضور يراقص جدرانها ويقيم عرسا كبيرا مكللا بالزغاريد والغناء، ونثر الحلوى بحضور الاحبة. وحضور كل الاسماء التي ينحني لها النخيل والبرتقال.. اذن مجد الحضور

شهوده.. قطار الموت الذي سار بالاجساد المتعطشة للحرية وقول الحق والثبات هذا وحده مطلبهم ولاغيره فهو معهم بطله. فما كان من الجلاد الا قمعهم في قطار مختنق بالحمولة. غير صالح لتنفس الاحياء..كي يحمل  بين  عرباته رجال يحملهم امل فجر عراق معافى. كي يساير الدول المتطورة  المتقدمة.

والحديث يطول عن رفاقه وعلى راسهم الشهيد البطل ( فهد).. يقول كنت اراقب الرواق الطويل من فتحة صغيرة ومايجري.

وفي يوم لااعرف ملامحه عرفنا فيه ان الرفيق فهد سيعدم مع رفاقه.

خرج والحديد بيديه ورجليه. لايستطيع. المشي فكان يسير زحفا بطيئا ولن انسى صوته وهو يدوي ( وداعا رفاق ). وهكذا استمر بعده اعدام (حازم  وصارم )..

 

على رماد الاسى تحتضرنا ارواح الكبار من اهل عراقنا، وابطاله في يوم تربعت فيه الذكريات. لتاخذني الي سبعينيات الزمن الجميل، يوم عرفته في زمن هيأت ليّ الاقدار ان اقترن برجل توجني تاريخه بكل الشرف والكبرياء.

من الف باء النضال. الى عوالم التضحية ونكران الذات. بين جدران كالحة. وعفونة ليل صقيع. كان يحدثني عنهم. ورحيق المجد يتدفق محتلا خواصر قلبي. وراسخا كالسنديان امامي وفي راسي الى اليوم باق لايفرط بقداسته

رجل لايهادن. باذخ المحبة والعطاء لمن حوله.

كنا والصحبة الدافئة تجمعنا. يجالسنا على تراب الارض. لانملك سوى الكرامة وحب الخير للوطن.. وكيف عاصر هذا الكبير كل الكواكب التي هوت محاولة كسر اغلال الطغاة ونفض غبار المساكين.

يتسلل الليل حولنا والحكايات من سيد بيتي. مطلقا عنان الذكريات لابي شروق وهو يدجن شبابه. متدفقا كالنهر بين تاريخ وتاريخ لعراق هده ليل  العابثين واطماعهم المقيتة.. رابض يشهد محراب المناضلين وجدران   الصمت تلفه. فقط وحده الانين يخترق المدى. رجل يمطره الامل. وسط  الالم بقسوة الجلاد الباردة وهمهمة حرسه المتداعي بين سحناتهم الخاوية.

يتمهل الحلم. ويراقص الفجر المخضب بتوجعات السائرين بدروب الفداء

لوطن.. يوجز العمر منهم راكلين رغبة الطغاة بنيل المبتغى منهم ضعفا وانكسار. محطمين سروج خيوله الجامحة للموت والظلام والتعسف.

يتناغمون لفجر يشرق باماني الجائعين، وسعادة المحرومين،. وطامعين بحرية فقدت زمام حضورها لاطفال باتت على عتبات التسكع.. ووطن  مهدد في كل لحظة وحين.. ولازال.

مازال.. يصرخ به الانسان ويوجع تضاريس اورامه وان الامل على الابواب ينتظر.

هو هذا السيد الكبير الفريد سمعان. رجل لايعرف سوى انه عراقي  فحسب.

سلاما اليك سيدي انت ومن كانوا معك في طريق عبدته الدماء  الطاهرة والارواح الباذخة لتربة الرافدين.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1592 الثلاثاء 30/11 /2010)

 

 

 

في نصوص اليوم