نصوص أدبية

وصف عشوائي

أعطني معنى يصف السعادة ..الجمال..

المتعة التي تقول إنها ممتعة.. أحقا؟

والألم؟ ما ترى في ألمٍ يقال أنه لا يطاق؟ فأنا إذن مثلك يا صاحبي ..

حبيس النهايات التي لا تتقدم خطوة ولا تتأخر سوى أن فواصلنا مختلفة ..

سطورنا ليست هي نفسها..

تاريخنا متقابل..

أيامنا ممرات مائية متشرذمة عن بحرها

أقمارنا متعددة.. سماواتنا ليست ما يغطينا معا حكاياتنا متعجرفة، مختلةّ، متناقضة.. لا تتقاطع في جدول الكلمات المخبأة لكن أوصافنا يا صاحبي متشابهة.. و تلك هي الحكاية إليك بعض ما هو فائض

  

صبرا على الصبر لا صبرا على الألمِ

كيف الفرار إذا كان اللهيب دمي؟

  

دع ليلتي تحترقْ حدّ الرماد عسى

أرى ولو شبحا تذروه في حلمٍ

  

كل الأساطير لا تلوي على لغةٍ

إن أشعل الجرح بوح الله في كلمي

  

عصفا يمزّقني وسط العراء فمِنْ

أيِّ المقاطع أرخي معطف النغمِ!

  

تمتدّ  في الذروة القصوى يدٌ عرفت

كيف اقتطاف الشذا من زهرة العدمِ

  

وكيف تتركني في عُقْر هوّتها

بين ابتلالي وإيقادي من الضرمِ

  

أضجّ مشتهيا حجم الفرات لظى

لا تترك الحطب الأشهى إلىّ ظميْ

  

قالوا تمرّ كغيم الصيف مسرعةً

وإنها مثل باقي الريح لم تدُمِ

  

مروا جميعا ومرت ألف مهزلةٍ

وأغرقتني غيوم الصيف بالظُلم

  

وقيل لا بأس يوما سوف يرجع لي

كل الكلام .. وها أني سُلِبتُ فمي!

  

وقيل تمشي .. سيأتيك الطريقُ غدا

ضاع الطريق وضاعت بعده قدمي

  

وقيل صبرا فبعد العسر ميسرةٌ

ومرّ دهر اختناقي دونما نسمِ

  

وقيل ما قيل .. لكنّي بقيت أنا

ذاك الذي عينهُ للآن لم تنـمِ

  

ذاك الذي تشرب الأوراقُ صحوته

ويأكل الليل من عينيه في نهَمِ

  

ذاك المعلَّق أحلاماً وأخيلةً

والجالس الدهر جرحا غيرَ ملتئمِ

  

ذاك القديمُ بلا لونٍ ورائحةٍ

والمستجدّ حكاياتٍ من الوهَمِ

  

ذاك الذي ناقض الأشياءَ أجمعَها

فكان إن يبدأ الأشياءَ تُختَتمِ

  

صبرا على الصبر لا صبرا على الألمِ

كيف الفرارُ إذا كان اللهيب دمي!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1592 الثلاثاء 30/11 /2010)

 

 

في نصوص اليوم