نصوص أدبية

صدى ضحكتك الآفلة

من شرفة الوجع

تسّاءلُ

الى أين شدّوا الرحال

وفيكَ تتزاحمُ السؤالاتُ

قائلاً

ما معنى:

اللّهُ ومدينتي الصغيرة*

فيُجيبُك هلمت الكبير

عن ضياع مدينته

الليلُ

ضلّ مساره

وضيّعني

وتخبطتُ وحيداً

لا نجمةَ تكونُ هداي

ولا قمرَ

يُلامسني ضوؤه المخملي

الفجرُ بعيد

بلا اُفق

بلا عصافير

تهزّ أغاريدّها

أفضية اليباس

تتدثّر بها أجفانُنا

المحتقنة ُ بالدمع الشرود

وتعود من بعد

من سهرتك البريئة

لمَ لا تطرقُ الباب

كما في المرّات السالفة؟

اُمّكَ لم تزل جاثمة خلف الباب

بإنتظارك

حين تلتقي نظراكما

تتحدّثُ شفتاك بلغة الصمت

البليغة

عن تفاصيل سهرك

عن الرفاق

عن المقهى

عن سرّاق أعشاش العصافير

يا مشوار دربي، نجاة

حتامَ تلتفّ بصمت عزلتك

بغربتك في أقاليم منسية

عامٌ ونيّفٌ وأنت هناك

لقد خلخلوا بُنيان المقهى

هدّوا سقفه وجدرانه

على رفاقك

وربّتما الآونة َ تتسامرون

معاً

يقصّون عليك

نبأ إغتيالهم

بيدّ أنّ المقهى

عاد ثانية

مُكتظاً بالوجوه التي أحبّتك

نبئني بحق دموع اُمي

عن مثواك هناك

أرضيتَ بالمقام فيه

أم أنك تعود

متنكّراً

بين الحين والحين

الى المقهى؟

وتُصيخُ السمع لآحاديثهم

للنكات البريئة

فيما ظلّت اُمّك تجلسُ خلف الباب

تنتظرُ أوبتك من المقهى

لكنها

رحلت كمداً عليكم

فهل التقيتم

هناك

أم أنّ الزمان محضُ هباء هيول؟

يبابٌ منسيّ

صفرٌ

وحيدٌ بلا معنى

نجاة

ما زلتَ هنا

أسمع حفيف نعليك

صوتَ بسمتك

أيّها الجميلُ المُخلّد فينا

أيّها السندباد الذي

        لن يعود        

 

..................................................

*الله ومدينتنا الصغيرة- كان أول ديوان شعري صدر للشاعر لطيف هلمت في كفري عام 1970 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1592 الثلاثاء 30/11 /2010) 

 

 

في نصوص اليوم