نصوص أدبية

إنتظــــــارات

بهواء رئتيّ أشحذ هممها

لعلّها تنطلق للأعالي

 

(2)

من بين كل العابرين

على ذات الدرب

لماذا أنا؟

من بين كل المفجوعين

بموتٍ متروٍ

لماذا أنا؟

من بين كل الذين يعدون العدة

لخوفهم القادم

لماذا أنا؟

لماذا أنشد نشيدي في قعر الليل؟

 

(3)

من حقل الأقدار

حيث تختفي جذور المصائب

تحت تربة الريب

ينزل ماء الفوضى

من غيم الصدفة

التي لا تتكرر

يسقي تلك الحقول

فيمرع عشب الترقب

وتتطاول أشجار الرهبة

لنحتمي بها من عواصف محتملة

وأمطار لا تأتي بأوانها

ننتظر نهايات الدروب

التي تمشي فينا حثيثا

لا نعلم بعد إلى أين

نزحف خلسةً

مثل فراخ الأفاعي

في كل اتجاه

 

(4)

أيها الواقف مثلي

هل تنتظر نهاية المسالك

مثل انتظاري

مدّ يديك وتحسس

فما عادت الأمور مخفية

وإسار الوقائع

يأكل المعاصم

متدثرا بعصمة نبي

معجزته الحرب

يجترها كثورٍ

عاد توا من مرعاه

هل يمكن إنكار ذلك؟

هل يمكن وضع خرقة

على عورات أفكارنا؟

أنا وأنت

ملاحظاتنا البريئة تطيش

تتطاير هنا وهناك

من هول التسارع

وذوبان الزمن كإسفلت

في صيف عراقي متطرف

يسيل كوحول بغداد

في شارع شتوي مقفر

لا نملك إلا التعثر

في هذا وذاك

فيسقط ما في رؤوسنا

ليلتصق في الإسفلت

ويتلطخ بالوحول

في وطن الدوائر المقفلة

كمسبحةٍ

نسلك نفس الخيط

لا نبدل تبديلا

نسمع رنّات ارتطاماتنا المكروره

كحبّات المسبحة

لا تمل من كرّها

حبةً .. حبةً

حتى ننتهي

كعقب سيجارة

في وحل أو إسفلت

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1594 الخميس 02/12 /2010)

 

 

 

في نصوص اليوم