نصوص أدبية

منتصف الأحلام

والشتاءُ تسلقَ النافذة.

كان المطرُ يرقصُ في الطرقات

كانت الريحُ تكّنسُ بحرا ً

يموجُ بموسيقى الأسرار

وبالصراخ والهياج والنداءات

وكنتُ وحدي أهيجُ

في منتصف الأحلام

الليلُ حوت ٌ وأنا

بين أشداقه ِ أنام.

ينكسرُ الليلُ..

الثلجُ يُغطي السريرَ

أتدفأُ بالبرد والريح ِ والذكريات

التي تحترقُ في موقد ٍ

نارهُ الجائعةُ تهربُ من ثيابي.

هل بوسع العاشق

أن يجلسَ وقلبهُ واقف ٌ

والرمحُ في الخاصرة؟

لو تساقطت النجومُ في حضنه

والأحلامُ تتعرى بين يديه

كلُ حلم ٍ امرأة ً

لسوفَ يسرقهُ ملاكُ الشِعر

يغرقُ عميقا ً في بحيرة ٍ

لا مكان لها إلا في رأسه.

أي فتنة ٍ في العذاب ِ

والعتاب ِ..

والجلوس ِ وحيدا ً على

صخرة ٍ والبحرُ سرابُ؟

سأدعو الكسلَ إلى خدري

كما تفعلُ الأميرةُ

أُربيهُ كقطة ٍ مدللة ٍ

تهوى الجلوسَ في حضني

فالكلمات المكتوبة من ماء ٍ

لا تتركُ أثرا ً على اليابسة

الوردةُ تمنحُ عطرها

حتى وهي نائمة.

كما يبحثُ العصفورُ عن شجرة

والقمرُ عن القرى والمراعي الفسيحة

يبحثُ الغريبُ في العيون ِ والوجوه

في الرسوم المنطبعة

على ماء الوجوه

في الأطلال والآثار المندرسة

وضحك الصبايا الجميلات

حيث يطلُ الوطنُ برأسه

كلاجىء يتسكعُ على أرصفة العالم.

الآن وأنا في منتصف الأحلام

هل أغلقُ بابَ الليل ِ

أم أتركُ الدموعَ لوحدها

تنحبُ أو ترقصُ وتنسابُ

كالأفعى هاربة ً في الضباب ِ؟

لا أحدَ لي سواي

حاضر ٌ مليء ٌ بالغياب ِ

القمرُ غرقَ في بركة ماء

ثم لا قمر في كاليفورنيا

لا سماء نقطفُ منها ولو نجمة ٍ

في الظهيرة أو الصباح.

الحبُ غرقَ أيضا ً

لكن في الوحدة والضجر

وامرأة ٌ ما تطلُ برأسِها

من اللوحة ِ..

عنقُها شعرُها وليلُها

طويل ٌ طويل ٌ طويل.

 

شاعر من العراق يعيش في كاليفورنيا

[email protected]

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1594 الخميس 02/12 /2010)

 

في نصوص اليوم