نصوص أدبية

نوح على النخل

ورقاء أعذب ما ناحت فطار لهـــــا

قلبي فما كان لي إمـساكـه بيــــــدي

وكان من نوحِها أنّ الدموع جــرت

فبان للناس أنْ قد خانني جَلَـــــــدي

وصرت أهرب مما يستثيرُ جَـــوىً

إلى مكان يجِبُّ النوحَ لم أجــــــــــدِ

فيمَ الأنينُ؟ وهل إلفٌ  سلاكِ إلــــى

أخرى أم النوحُ من آلام ما تجــدي؟

ردت عليّ كأني قد نكأت ُ لهـــــــــا

جرحا من الروح لا من سائر الجسـدِ

فأسبلت مقلتي أخرى محـــــــــــرّقةً

وقلت ياعين قبلا كيفَ لم تُجِــــــدي

يانائحاتٍ بأعلى النخلِ إن لنــــــــــا

أهلاً ببغدادَ وا شوقاه يا  بلـــــــــدي

أهلٌ نسونا وهم في بالنا أبـــــــــــدا

أحارُ حين يعاتبني بهم ولـــــــــــدي

هل تعلمون بأن القلب جفّ وقـــــــد

ينهار وجداً و مالي فيه من مـَــــــددِ

إن الفراقَ إذا عاثت مخالبــــــــــــهُ

 في الروح خلّفها شلواً على وتــــــدِ

كأنها حين يغزو الروحَ هاجســـــُه

مثل الطريدةِ لا تقوى على أسَـــــدِ

وا حرّ قلبي الذي  يشــوى  بناركم

كلَّ انتظارا وصبرا واكتوى كبدي

من لوعة و هوان بتُّ أعرفـــــــه

إذ ْ حلّ عقمٌ بأ يامي فلم تــــــــــلدِ

شطت بنا غربة لم نألُ ندفعـــــها

 يوما و توغل إبعادا بمبتعــــــــــدِ

مالي أصدقُ فيما يدّعي زمنــــــــي

رغم النوايا ورغم ا لليل و الفنَــدِ

يا أخت آدم  و الأيام ُ مائجـــــــها

لا يستقرّ على ما فيه من زبـــــــدِ

إني أراك ولا لوم عليك جــــــوىً

يؤودُ سعفَك  من نوح ومن ضهَــدِ

لا النوح كفّ ولا هجرالحبيب غدى

وصلاً ولاالبُسرُ تمراً صارمن حَرَدِ

ما أعجب المرء أيدي الجهل تخنقه

ويدّعي أن  ذاك الجهل محض دَدِ

يا أخت آدمَ أغرابٌ هناكَ همـــــوا

من لو ذكرناهموا بتنا على كَمَـــدِ

ماحيلتي وحديد القيد آلمنــــــــــي

و ثقل  توقي و أشواقي على كتدي

قيد يكبل أطرافي و يأسرنــــــــــي

قيد مفاصله من محـــــــــكم الزرد

ولو أُبيح َلقيدي أن يفارقنـــــــــــي

ولم أرَ النسرَ حواماً على جســدي

 طيراً أطيرُ إليهم و الجناحُ دمــــي

والقلب يحضنهم قبل احتضان يدي

قد كان ما كان لا لومٌ ولا أســــفٌ

فإن رضيت بعذلي في الهوى فزدي

شوقي إليهم  كسفّودٍ بخاصرتــــــي

يبقى و إن آلم الأحشاء للأبــــــــــدِ

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1599 الثلاثاء 07/12 /2010)

 

 

في نصوص اليوم