نصوص أدبية

الله وأنا الكائن الأعزل

ولي حدبةٌ في الظهرِ

وساقايَ معوجتانِ ومشوهتانِ

صورتي لا تسرُ أحداً

فهل أنا على صورةِ اللهِ حقاً

كما قالت الكتبُ؟

ل الله ملكُ السمواتِ والأرضِ

ماذا تبق لي بعدُ

المُلكُ والنفطُ وقصور لاس فيجاس

النساءُ الجميلاتُ مُلكُ يمين الملوك

وأمراء البترول والسماسرة

ماذا تبق لي بعدُ؟

كان محمد حبيبَ اللهِ

كما يقولُ الكتابُ المقدس

لمحمدٍ وادٍ غيرُ ذي زرعٍ

وله الرمضاء والريح الهابة

من صحراء الربع الخالي.

ولأعداء محمد الريف السويسري الخلاب

وهواء الجبال الطري

والغابات الخضراء والأرض الساحرة والشلالات.

كان محمدٌ يرقعُ بيده نعليه

وينامُ على بساطٍ بالٍ

والملوكُ يرتدون الحرير والتيجان الذهبية

كان يركبُ الدابةَ

وهم يستقلون المرسيدس المكيفة والروز رايس

يجلسون على العرش كآلهةٍ وبيدهم الصولجان

ما هكذا يعاملُ الحبيبُ حبيبه!

يا الله

لايهمني من تكون

ولا العرش الذي سرقهُ منكَ الملوكُ

لا تهمني البتة قصورُ اللؤلؤ والمرجان

ولا نهر النبيذ الذي تـُحرمني منه وأنا حيٌ

وتـُوعدني بهِ بعد موتي

لا تـُهمني الحورُ العينِ فتنةً للناظرين

وأنا في غرفتي الصغيرةِ

وعلى سريرٍ مهجورٍ أنامُ كالمنبوذ من العالم.

لماذا يرقصُ الناسُ في أوربا

عراةً تحت المطر دون خوف

ونحنُ نرتعشُ من فكرةِ إرتكابِ معصيةٍ واحدة

لماذا لهم الموسيقى والسحر ومسراتٍ لا تـُحصى

ولنا حزنُ الأراملِ وعويلِ المنكوبين

والدموع التي تتدفقُ مثل الينابيع؟

أجبني أيها الله القابعِ في الكتبِ

وفي رؤوس الناسِ؟

أن الله جميلٌ ويحبُ الجمالَ

هكذا تقولُ لنا الكتبُ

فلماذا لا أبصرُ نفسي جميلاً

على صورة اللهِ

لماذا علي ّ أن أفكرَ بهِ

هو الذي لم يفكر بي ولو للحظةٍ واحدة؟

لماذا صنعتَ من الأحمقِ والتافهِ ملكاً

وتركتَ المرهفَ النبيلَ والشفاف

يتخبطُ في حيرتهِ جائعاً أعزلاً

وأكثرَ ضعفاً من الفراشةِ والعصفور؟

يا الله

 لتكن صفقةً بيننا

منحتَ قارون أموالاً لم تأكلها النيرانُ

ووهبتَ هرون الرشيد وأمثالهِ مُلكاً ومملكةً

وجواري فاتنات الجمالِ بلا عددٍ

أعطيته حتى الغيمة المسافرة في السماء

لم تعطني ولا امرأة 

ليس جمالها الصاعقُ والخارقُ مبتغاي

بل الجمالُ الذي فيهِ لمسةَ الملائكة.

أرسلتَلهم المنَ والسلوى

ولم ترسل لي سوى الزقوم

أنا الفقيرُ الجائعُ المتشردُ

لا سماء لي ولا الأرض

لمَ لا تمنحني بعضَ ماتـُدخرهُ لي

في حياةٍ أخرى،  مشكوكٌ كثيراً فيها

ولماذا لا تـُشعرني بأنكَ موجودٌ حقاً

أشعرُ بكَ وتـُشعرُ بي

كما لو كنا صديقين

تضعُ في يدي نجمةً

أو وردةً وتبتسمُ لي

كي تـُخرجني من ورطتي هذي

ومن وحدتي وعزلتي القاتلة؟

 

شاعر من العراق يعيش على الشجرة

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1601 الخميس 09/12 /2010)

 

 

في نصوص اليوم