تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

مقهى الذاكرة 6

وشارع حين قطعته..أيقنت أني

سأبكي طول الأزل

.....

 

الليل زائل

ايها النادل

نهارات الوحدة..تلاحقني

تعال نمشط الشوارع

فأنفاسي تضيق

والوقت يطبق عليّ..كالسلاسل

.....

 

كم يذكّرني هذا الشارع ..بمدينتي

طريقٌ أمشيه..لمدرستي

أمسك بيد أخواي

يركض خلفي..ابن جارنا

كسرب حمام في ضؤ النهار

نشدّ رحالنا

.....

 

على دراجة يأتيني أخي

وأنا أحملُ كرّاسي وكتبي

الشباب يزهو بنا

يملأ المدى..ضحكنا

.....

 

نحيفا كان أخي

يافعا كان..أخي

أخذوه ..ذات نهار

وقالوا...

محظورٌ العزاء والنعي!!

سكت ..بيتنا

صار الشارع حزين

وأمي ..أعياها الأنين

وأنا..

يتقدّ في ّ اللهب

ويصبح ُ حزني..غضب

.....

 

أبي يفارقه النوم

وجه أمي يذبلُ كلّ يوم

تخاطبُ نفسها..تقول

أن أخي ..لم يمت!!

.....

 

حملتُ صورة أخي في أوردتي

أيقنتُ ..خاسرة ًمحكمتي

.....

 

سألني الشارع عن أخي

سألتني ..الدراجة

خِفت ُ أن أقول لهما..الأجابة

صفق لي..جُبني

قال..أني قد أثبتُ جدارة!!

.....

 

بالأمس حلمت بالشارع

عاتبني وكان دامع العين

قلتُ..

مشيئة الأقدار

أن أفارق ..داري

أشرب ماء ملح

أغمس في الجفاف أيامي

.....

 

لا تسأل...يانادل

متى إبتدأ النزيف؟؟

منذ سلبوا أقماري

منذ أنطفأ البريق في عيني ..أمي

وقصمت شوكة ..صدر أبي

منذ قدّت من كل دبر..بلادي

بدأت الكلمات تنزفُ...في أشعاري

.....

 

انصت ..لغناء المآذن

الليل ..زائل

سيشرق فجر

ودماء الموتى ستنبت

نخيلا..وسنابل

  

2009

د هناء القاضي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1135  الاثنين 10/08/2009)

 

 

في نصوص اليوم