نصوص أدبية
مقاطع مصورة لجرحٍ أسمهُ بغداد ؛
جائع يتسكع عند حاوية نفايات شحيحة ،
رصاصة طائشة تستقر في عقل بشري ،
فاسقة صيفية الملامح ، يتم إستضافتها لدى فضائية تحب كثيراً معاشرة الجناة .
أوراق إستقالة لبرلماني نزيه ،
صفقات جديدة ، لتجارة بيع الضمائر وإستيراد وجبات إضافية للأحزمة الناسفة وتصنيع الديناميت ،
دفعة لمتخرجين جدد في علم التفخيخ وحرب ألإبادة ،
أبواق وأقلام مسعورة تحب تحريف الكلام ،
أزمة وقود وبيع للأدوية المُحسنة فقط في محطات "تصفية" وتهريب النفط الخام ،
وزراء وساسة متآمرون ،
وأخيراً وليس آخراً،
ألمجني عليه، ذلك الصبي ، الذي ما زال يبحث عن قطعة خبزٍ مغموسة بعرق جبين ،
غير خاضع لمعادلة الإستفزاز .
ألسيناريو خارج نطاق ألإضاءة :
جسور، جامعات ،عتبات مقدسة، أشلاء بشرية ،
أشجار، عمارات سكنية ، حدائق عامة ، مستشفيات،
تصرخ بوجه ذلك الزعيق الذي داهمها على حين غرة ؛
لهذا هنالك خلف المشاعر، كما خلف الستار ،
طفل يرى في منامه صورة لإبيه الذي مات ،
ألجناة أنفسهم،
أولئك ألذين يتعقبون كل يوم طرقاً جديدة،
لإختطاف فقرة أخرى من الحياة ،
بناءاً على الفتوى المؤطرة بأحزمة القتل الجماعي ،
وعليه وفقاً لفلسفة ابن آوى حيث يحرف الكلام بطريقة الألغاز،
يتم إستضافة محلل سياسي على شاكلة (التوافق) ،
لعله يمتلك نبرة بارعة في الأداء .
هنا بناءًا عليه ؛
دائماً الليل، يبتديء بنقطة واحدة،
ألأسئلة تعلن عن سيناريوهات جديدة ،
بعد أن يتم الإستعداد لدوامات أخرى،
الحزن نفسه ينتصف الوطن ، تئن بغداد ،
ولهذا بسهولة تامة،
تأخذ تلك المقاطع طريقها إلى الجمهور..
الصورة تحديدًا ؛
نفسه الصبي، الذي فقد أباه وأمه، حسب جدلية "المقاومة المفخخة"،
المجني عليه ؛
هذا الواقف* في محل تصليح السيارات،
بحثاً عن لقمة خبز مشروطة .
نفسه نفسه أيضاً،
ذلك الطالب، الذي ودع آخر فصل من فصول حياته الدراسية ،
أي ذلك الإبن،
الذي فارق آخر شوط من أشواط طفولته ، المليئة بالحلم.
نفسه أيضاً ذلك ألإنسان ،
الذي غادر نومته الهادئة عند سرير مهجور؛
ألضحية هو هو..
ذلك الجسر الممتد نحو بقعة ،
أغارت عليها أشواط مقفرة .
هنالك كما دائماً على شكل إيقاعات خفية ،
الأرض نفسها ،
ذلك الإمتداد، الذي يُنتزع منه معنى الضوء .
*ألصورة تم إلتقاطها بعدسة مصور مات قبل أن ينشر الخبر .
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1143 الخميس 20/08/2009)