نصوص أدبية

كلام ثمل

 كما يقول بحلاوة كل طفل،

حتى الثمالة.

 لكل عثرات الحظ

رسمت أنتَ فراشة قلبت بغفلة مني جناحيها،

 صارت حمامة، تَخفقُ وتَلوحُ

لكل بنات الأرض، لا أحد يلوح لها،

 الأجدر كما نراه في أحلامنا البدء من البدء،

 من وهم إلى وهم، عطية الكائن للكائن،

مزينة بحفل الحضور

ساحات ومقاهي العالم، في الظاهر،

لعبتنا التوازن ونهرب من دعوة أن للظاهر

باطن، أسماكنا كما همست لي لا تذهب أبعد من الجرف،

مرئية بالعين المجردة،

من وهم إلى وهم، دعني أقول حسناً،

سأدفع معك العربات المعطلة بغياب المخيلة،

 وأجنحتنا،  

أتتساقط كالمعاطف القديمة أمام وهم الواقع؟

دعه في لحظة الشروع حراً،

في صعودنا وهبوطنا رابية المستحيل قد يضبط إيقاع أرواحنا

هجوم

الأبجدية اللاهث ناراً تأكل قمصاننا،

تتذكر منْ قال "أكثر المشاغل براءة"؟

في الزلة القادمة ربما ستعين خطوات القطى قولنا

وتمنحه قلم الطحالب الصابرة.

 لفضاء البلاد والمنفى منحت هبات

الجزة الذهبية

والصوف الأصفر :

 اللون الأزرق للسماء، الأهرامات وسيارات النقل العامة،

ربما ستُفتح كوة، كالشق الذي حيرك في جبهتي،

وصمة الطفولة،

 ما زلنا في حالة صحو، لا نعرف اسم الدرب ولا الحانة،

بيدك الفانوس السحري،

خطوة أخرى، ربما، في جيوبي ما زلت أحتفظ كمحارات ندية،

 تنبض بالدهشة، لنا أخوة

ينتظرون خبز الإفصاح غير الملوث بطحين المجازات القديمة؛

 يطلبون منا بشموخ، عن

حق أن نظل ونقطن في دار المستحيل عقوداً إلى

أن تحين لحظة الفرج،

صورة أو فجيعة

الشاعر، منْ ينظر عن قرب سيأخذه الفزع،

 سيترك مهنة "أكثر الانشغالات براءة"، أسمعك

والكون من حولي صار واضحاً

 كالماء حين يُصفى بفص الشب الطاهر : هناك طيور خيالية

أخرى، تقول، تمنح للمرء حظ أن يكون حاكم نفسه.

إسماعيل ليس طلال،

ولا هذا الأخير يستعير ثوب الآخر.

"موناد" بالدقة دون أبواب ولا نوافذ.

والغرفة؟ منْ هو الضحية منْ هو الجلاد،

مصحة عقلية لا تنتهي قائمة الأخطاء فيها عن التوسع،

حد الفضيحة المتروكة لقراءة المصابين مثلنا بالصمم.

 كان بمقدور هولدرلن التنزه في أزقة بغداد

أو الناصرية تحت قناع عقيل علي،

 مات عقيل أمام فرن الرغيف الحافي أو الملتهب.

أثناء ذهابه

إلى اليمن ليُدَرسَ المصحف الشريف لأبناء البلدة،

كان رامبو مسحوراً بالضحك الصاخب لجان دامو،

مات جان في حضرة غيلان، في تلك البلاد التي

يلقى في بحيراتها المهاجرون بلا أوراق رسمية للتماسيح

الجائعة، سَمَعتُ هذا، من أوصل جان لتلك الربوع القاتلة،

لا أدري. مرة في شارع أبي نؤاس والوقت كان

حافلاً بعذريته، يبادل بروعة ما بين غضب الشمس وظلها،

 رأيت سركون ومن حوله كل شعراء وملائكة

الخيال، مرتجفاً قلت مع نفسي، سوف يخطفونه عند جنح الظلام،

 ككنز لا يُفنى ولا يراه أحد، مات سركون

في برلين وفي الغرفة التي تعرفها عن بعد كنت أنزف.

حنتوش قضيته تظل معلقة في ضميري مثل لذع

الزنابير والأشواك، موته لا اعرف كيف سيطاوعني قلمي على ذكره،

مادام أنه كان مقدساً في شغاف قلبي.

سأترك لك ما تبقى من عطشي.

لن أتحدث عن مدار السرطان

ولا عن هذيان الجدي، مرة أخرى،

 نرى الحرب حرباً، وليس شقيقة للحرب، نقولها كحلاوة الأطفال،

 حد الثمالة، لنا في كل انعطافة ألف ضارعة،

 ولنا جدران لا تعد ولا تحصى

ملطخة باللون الأحمر.

كفى، ها أني كما أحببتَ أضربُ

 رأسي بجدار المستحيل

وأنسى قلم وصبر الطحالبِ.    

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1143  الخميس 20/08/2009)

 

 

 

في نصوص اليوم