نصوص أدبية

اللعنــــــة المستدامه

يصل القلق مداه والهلع منتهاه حين يأمر شرطي السونار سيارتهم بالوقوف على جانب، اللعنة اقتربت الساعة يا أخي، ارحم نفسك وارحم الآخرين، لازالت في ريعان الشباب، فعلام الموت وووو.

يأخذ بعضهم بالبكاء خوفا ًحين يسمع الشاب يقول:-

والله لا ذنب لي في ذلك، إنها لعنة حلت علي وليس بمقدوري الخلاص منها، يا ناس افهموني...

يتصاعد اللغط والصياح، يتدافع الركاب عند باب السيارة الضيق، كل يحاول ان ينفذ بجله، يرمون الأطفال من زجاج السيارة..، يسدد الجنود بنادقهم نحو الركاب وقد خطفت ألوانهم، تتعد أصوات الألو..الو.. نعم سيدي ..انتحاري..إرهابي ملغوم.. سنحاول القبض عليه.....

السونار يؤشر بقوة نحو الشاب المرتبك، لا احد يلتفت او يهتم بالورقة المختومة في يده.. يتقدم منه احد الجنود البواسل، يحتضنه يحمله ويهرول به مسرعا، خارج منطقة التفتيش بعيدا عن طابور السيارات .. أكبرت الناس فيه شجاعته وتضحيته.. يصبح الشاب والجندي مركز دائرة مستفزة قلقه من الهمرات والإسعافات والبنادق الموجهة نحو الهدف...بحركة خاطفة يلوي الجندي ذراعي الشاب ويربطها نحو الخلف ويربطها بجامعته الحديدية...

يمزق ملابسه .. يكشف عريه أمام الجميع... لا شيء سوى أمذهولا،غائر في قفص الصدري... يصرخ الجندي مذهولا، غير مصدق انه لازال حيا... لازال السونار يؤشر بقوة اكبر كلما اقترب من الجسد العاري للمشتبه به....

اقرؤوا الورقة اقرؤوا الورقة يا ناس أنا بريء....... تقدم احد الضباط من الشاب بعد ان قرأ الشهادتين ... وقرأ التالي:-

(الى من يهمه الامر :-

جسد المواطن الملصقة صورته أعلاه (.............) يحمل رصاصة غير متفجرة مستقرة في موضع بالغ الخطورة في قفصه الصدري،تعذر علينا إخراجه، مما يجعله يعطي إشارات ايجابية لفحص البارود، يرجى ملاحظة ذلك مع التقدير..)

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1778 السبت 04/ 06 /2011)

 

 

في نصوص اليوم