نصوص أدبية

المتلصص

متلصصاً

 

ياالهي!

ما الذي أراهُ؟

فسيفساءٌ من الثقوبِ أذهلتني،

من أي ثقبٍ سأتلصصُ عليك ياعراق؟

 

أطفىء رذاذُ حُزنِك ضياءَ عيني

وشرَختْ مدنُك المتشضية مرآةَ ذكرياتي

فتناثرتْ منها سنواتُ التراترِ والجوعِ

 

أغمضتُ عيني وفتحتها ثانية

لعله كابوسٌ وينسلُ من ذهني

لكن الصورة واضحة

كوضوح فصول الدم

في تاريخنا المبهم

 

الناسُ

عرايا

والأشرارُ

يغتصبون أحلامَ الاطفالِ،

ويرتعشون على عذاباتِ الفقراءِ

 

أين اشجارك الوارفة ياوطني؟

أين غابات البرتقال في شهربان؟

وما الذي حل بنخيل الزُبير والعشار؟

أين اليوكالبتوزالسامقة في بيت جدي؟

واقعها زناةٌ في مطاوي الليلِ؟!

أم باعها لصوصٌ لسيد البيت الاسود؟!

 

الجنسُ المتسكع في الطرقات،

والأحزان المتناسلة في الدروب الخربة،

والعوراتُ المكشوفةُ على صفحات الجرائد،

أخمَدَتْ شهوةَ التلصُصِ في مخيلتي

وأصابتني بعنةٍ أبدية

 

[email protected]

01/06/2011

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1778 السبت 04/ 06 /2011)

 

 

في نصوص اليوم