نصوص أدبية

لجينُ لا يطشُّـهُ القمر

بين نهودِ الشرفات

يقترفُ الرحمةَ

كنخلةٍ يصبغها الاخضرار

ليمسَّ

غيبوبةَ القميص

يدفنُ أحلامَهُ

كما تـُدفنُ القابلوات

في خنادقِ الرمل

يا لرعودِها المولولةِ

في الوهاد

حينما

تخطفُ سمعَهُ

وكما تـُبْهـِتُ الأدلةُ

مجرماً محترفا

تـُبهتهُ أصفادُ العيون

لتـُشِلَّ أصابعَهُ

وحينما يتذبذبُ

التيارُ

يستلبُ الموجبُ

نبضَ روحِهِ

أيتها العاتيةُ

غادرٌ فستقُ عينيك

ومميتٌ

مثلَ عمودِ كهرباءٍ

بلا تأريض

لا تمتصّي وجلَ النارنج

ولا تعبثي

بمساميرِ الشهوةِ

فلولا تكورُ نهديك

لكان نصيبي

عصيرَ رماد

ولولا

كبريتُ التفاح

لاحتضرَ الماءُ

وحيدا في الظلمة

لا تعصري شفتيك

كي لا يهربُ القمر

فلا نوّارَ  بلا فضةٍ

ولا صداعَ

بدون اسبرين

دفئي عينيكِ

بما يفيضُ

من مزاميري

ودعي الموسيقى

تصطخبُ بين خرائط

النجوم

وتنامُ تحت قبتيك

لا

أحتاجُ دليلا

كي أصلَ  المياه

لطالما أرفعك

فتخفضيني

وأضمُّكِ فتكسريني

أجمعُ ما تناثرَ

من أريجك

وأدسُّهُ بين أوراقي

تموتُ نظراتـُك في قلبي

كما تموتُ الحروفُ

سريعا في أذني

أناشدُ البروقٌ

فتبشرني بالثلج

استعطفُ اللجين

فيسفـُّني القمر

أين أجدك

والأغنياتُ خفتتْ

كما يخفتُ البريقُ

في ظلمةٍ كافرة

الذهبُ يصرعُ الغانيات

لكنه حافٍ

كبخيلٍ يتذوق الماءَ

بشفاه الآخرين

أليس مريعاً

أن تتعاظمينَ كضوءِ

حضارةٍ

ولا أرى أبراجا

لمَ تزغردُ حلمتاك

ولا أرى أصابعي

إذا كانت

كلُّ هذه آثاري

فلمَ تنكرُها

كتبُ المستشرقين

آه أيتها الدافقةُ

كفاك ظلاما

استدعي سفينةَ النجومِ

فلا لجينَ

تتخضبُ منه حلمتاك

لا تطشُّهُ مائدةُ القمر

 

أبو ظبي

‏الجمعة‏، 03‏ حزيران‏، 2011

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1778 السبت 04/ 06 /2011)

 

في نصوص اليوم