نصوص أدبية

من أعلى الضفاف

مسكتُ الرغبةَ وأنا عائدٌ للماضي الوليدِ

أبَيتُ

أن أرسمَ من لعابِ الحنينِ

المجدَ الذي أحلمُ بهِ

ساويتُ بين رقتي والجرحِ

آخيتُ بين موتةٍ وموتةٍ

شبيهتان لي في نافذةِ القلبِ

كي تصحوَ قبلَ الفجرِ

سار الليلُ سالكاً المتاهة

هناك وانا اشهقُ السلمَ

اتسللُ خوفا الى ثغرِكَ

الثغرُ المحاطُ بالخشيةِ

مرتبٌ القبلَ كيفَ هي لذة الخشوعِ والتوسل

لحظةَ العنفوان التي استبدلتْ

غفرانا ً يلم أوصالي

وبعدَ رجعةٍ من التقيؤ

أعيدُ المشاكسة

أن اعدَّ نفسيَ مسؤولاً عنكَ

أناملـُكَ الخضراءُ التي تحرثُ بجسدي

أدّت الى وجهكَ

أدّت الى هذا الليل وذاك الفجرِ

أدّت الى سُحب أمطرتْ الشكَّ في نفسي

فليس اصغرُ او اقلُ جنونا

من أن تثيرني

وأتسائلُ

حتى تطرقَ بابا آخر

حتى اقفَ عندك بابا بابا

احتاجُ الى قلبٍ اكثرَ ورماً بأوجاعهِ

احتاجُ الى روحِ طائر

يتحولُ بين السماواتِ

فالليلُ يجنـّدُ الأحلامَ ... يَرتقُ الصبرَ

يُغيّبُ المسافاتِ التي تفصلُ

بين الضياءِ والشحوبِ

لي منكَ جسدٌ استلذَ بهِ الالمُ

لي منكَ أيادٍ بلا ايماءٍ او تحيةٍ

لي منكَ اقدامٌ تتشبثُ في الأرضِ

لي منكَ زنابقُ تصحبُ السرورَ

لي منكَ مقهى للحوارِ والعزلةِ

لي منكَ خذّلانُ بلاهتي

لي منكَ وطنٌ مشردٌ

لي منكَ شيخوخةُ تطلُّ على نافذةِ العناءِ

لي منكَ ملامحُ الحزنِ توقدُ مصابيحَها ليلا

لي منك فصولٌ تُوقتُ لخطاب النزيفِ

لي منكَ سفرٌ معطلٌ

لي منكَ أنتماءٌ بتبريراتِ القلبِ المفخورِ

لي منكَ عودةٌ أفاوضُ فيها دمُوعي

كل ما اربكَ الروحَ

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1779 الأحد 05/ 06 /2011)

 

 

في نصوص اليوم