نصوص أدبية

الرافدان

 

ولقد فزْنا بيحيانا وفائزْ

فانتشتْ أنفسُنا سُكراً 

فعربدْنا ابتهاجاً

إنَّ خمرَ الحبِّ في الميدانِ فائزْ

وقميص الزَعَلِ المُعتمِ ناشزْ

وانفراط العِقدِ منْ لؤلؤ ودٍّ

غيرُ جائزْ

 

لا انفراطاتٌ لتبقى

لا أعاصيرَ لتقوى

أنْ تهزَّ الشجرَ الراسخَ بالحبِّ

فإنَّ الجذرَ في مملكةِ الأشعارِ

في الأعماقِ راكزْ

 

فاسكبا في كأسنا الظامئ شعراً

صافيَ النبعِ زلالاً

ومحبهْ

ليكونَ القلبُ في اللذةِ قافزْ

 

أطفِئا فينا صحارى الشوقِ حرفاً،

فدنانُ القولِ فيكم هي حُبلى

ودنانُ التوقِ فينا هي عطشى

لالتقاء القاربِ المُبحِرِ بالعطرِ

مع المُبحِرِ بالوردِ

على نهرِ الغرائدْ

والفرائدْ

والنواجزْ

 

إنّ نهرَ الشعرِ عذريٌّ

ومعشوقٌ وعاشقْ

رافداهُ منْ سواقي

كلِّ منثورٍ وراجزْ

 

وإذا مرّتْ سحاباتٌ بسوداء النواشزْ

هبّتِ الأزهارُ حول النهرِ

بالعطرِ

ففرّتْ بينَ ريحِ الضوعِ

هاتيك النواشزْ

 

فيعودُ النهرُ منساباً فراتاً سلسبيلا

عابراً فوق صدى: قالَ وقيلا

رافداً بحرَ الكلامْ

شاهراً بوحَ الهيامْ

عاشقاً لحنَ السلامْ

جارفاً شوكَ الحواجزْ

 

هاهي الأمواجُ في البحرِ استكانتْ

بعدَ أنْ مرّتْ ألاعيبُ الغمامْ

 

إنَّ قلبَ الحبِّ نوّارٌ

يباري الليلَ والخيلَ وأسرابَ الظلامْ

 

هاهما البدران في أجنحةِ الودِّ

وصالٌ وانسجامْ

 

لم يعدْ في سفنِ الإبحارِ منكوزٌ

ولن يُقبَلَ ناكزْ *

 

فتوارى كلُّ همّازٍ ولمّازٍ وغامزْ

إذْ همو في صولةِ الابداعِ

مهزومٌ

وعاجزْ

 

....................................

*منكوز: الذي عضته الحيةُ، وناكز أي العاضّ. قيلَ أنّ النكّاز حية لا فم لها وانما تطعن بأنفها.

 

الخميس 2/6/2011

خاص بالمثقف

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1779 الأحد 05/ 06 /2011)

 

 

في نصوص اليوم