نصوص أدبية
أيّها المعلّم / أيّها الطّائر
أعرفُ أنّكَ لا تحبُّ اليأسَ حين يطلي أظافره
لا تحبُّ الشجر حينَ يستقيم ظهره..
تحبّه حين ينحني كحبلى
الخريفُ لغةٌ مبهمة
الحفيفُ عزاءٌ معلن
أعرفُ أنّكَ تحبُّ الشيخوخةَ عمداً
لأنّها خبيرةٌ كشاعر ٍ ألِيف
أنت تعرفُ أنَّ الزمان يثيرني،
لأنّهُ متحركٌ
والمكان يثيرُكَ،
لأنّهُ ساكن
نحن إذاً متحركٌ - ساكن
أنكيدو..
كان صديقك
كان بينكما ظلٌّ خفيّ
أحدكما أنتحرَ
ولم يمت
أنا لم أنتحر،
لكنّني متُّ كظلِّ خفيّ
انشتاين كان يقول
الساعة قنبلة تشظّتْ
أرقامها
دقائقها
في كلّ مكان
إلّا قلوبها..
تسبح في مجرّات الفراغ
ما الذي حدثَ لمسبحة العمر؟
لم أعدْ أذكر جيداً
هل انفرطتْ؟
هل اتّحدتْ؟
ربّما ضاعت ْ
وضيّعتني
ربّما تسللتْ الى أسلاك الهاتف كموجاتٍ بنفسجية
ربّما تشابكتْ مع خيوط العنكبوت
هل انقطعتْ اخبارها؟
هل تكوّرتْ في اعماق نفس هائمة؟
سلْ مَنْ كانَ معك
سلْ مَنْ رآني في لمحة ٍعابره
أيّها المعلّم / أيّها الطّائر
لم أعد أعرفُ، من أيِّ الأجيال نحن؟
تشوّهَ التاريخُ
أختلطتِ الأزمنة
تهدمتِ الحدود
تداخلتِ الأمكنة
تهشّمتِ المرايا
لم تنتبه الشموس
أنَّ
أكبر الأشياء حينَ يكونُ الصدقُ قطرةً بارده
أصغر الأشياء حين تكونُ الجينات رقصةً ساخنه
ألمْ تقل لي ذلك مرارا ً
أيّها المعلّم / أيّها الطّائر
آخر قصيدة كتبتها وانت ثمل كالعادة
الدمُ لعبة ُالحروب ِ
الأرواحُ تؤدي أدوارها ولا تغيب
أنّها حكمةُ الساعات
الأجسادُ لا تؤدي أدوارها لكنّها تغيب
أنّها الفوضى الساذجة
وسمعتُكَ تقول:
في عين فيروز..
رأيتُ النوارسَ ولم أرَ البحر
سمعتُكَ تقول:
في قلب البؤس رأيتُ وطناً ولم أرَ بيتاً
رأيتُ شفاهاً ترقصُ رقصة ًلا اجيدها
رأيتُ الأسى ولم أرَ الوجوه
صرختُ من اعماقي......
أيّها الشعب المجيد
أنا مفردٌ وصغيرٌ لذلك أتكلم بصيغتي
وانت جمعٌ غفير لذلك تصرخ بصيغتك
أيّها المعلّم / أيّها الطّائر
أخبرني طاغورُ همساً
السعادةُ مصدرُ بائس بالفطرة
البؤسُ مصدرٌ مكتسب بالتدريج
ليس الشجاعة أن أفترضَ الفقرَ رجلا ً لأقتله..
مَنْ قالَ كذلكَ كانَ لا يفكر إلَا بالسيف
الشجاعةُ حين أبرهن أن الحياة..
أفقر الموجودات
فأعشقها
انا رجلٌ لا أفكرُ إلّا بالعشق
أنا للسلام أسير
أنا ورقٌ على شجر الخمسين
أنا مَنْ لا يعرف كيف يسير
حتى دارون حين قال
الماردُ قد يكون قردا
والقردُ قد يكون سمكة
والسمكة قد تكون لقمة
كان بليدا
جائعاً
ومتوحّشا ً
كغابة داكنة
الأنسان..
يمشي على اثنين ويدرك التوازن،
كأنّهُ يمشي على أربع ٍ
قلتها في نفسي
ولم أدرك أنّي متزوّجٌ
ولي اطفال
يتكلمون لغة
لا اجيد قراءتها
عاطلٌ بأمتياز
باحثٌ بأمتياز
جائعٌ بأمتياز
معدتي تضيقُ كلّ ليلة
وكل ليلة اتفاخر برشاقتي
أحبُّ الماءَ رمزاً وأكره الصحراءَ رمزاً
أحبُّ الفجرَ رمزاً وأكره اللّيلَ رمزاً
أحبُّ الوضوحَ رمزاً وأكره الغموضَ رمزاً
أحبُّ اللغة رمزاً واكره اللسان رمزا
أحبُّ التاريخَ رمزاً وأكره الصراعَ رمزا
أحبُّ الذاتَ رمزاً واكره الأنا رمزاً
أحبُّ الصغار
لانّهم لا يعلمون
وأكره الشيوخ
لأنّهم يدركون
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1780 الأثنين 06/ 06 /2011)