نصوص أدبية

قصتان قصيرتان جداً

فتش جيداً في صميم هزائمه وانكساراته المتتالية...الأبواب كانت توصد بعناد دونه، ولإصطفاقها تأثير غريب على أعصابه المرهقة، تساءل:

- أجل ...لابد إن هناك أخطاء قاتلة ...!!

- .................!

إجابة الصمت بصمت...لكنه قهقه عالياً...أزعج صوته الليل بقوة، تكسر زجاج السكون، وفرت كلاب سائبة من أمامه مذعورة، لأنه لم ير منتصراً سواه.

 

ميعـاد

انتعل ساقيه متسللاً من خربته مع تساقط الظلام ...كان الجوع ينهش في معدته الخاوية بشراهة... بدا الليل موحشاً، والبرد يعربد في الشوارع والأزقة والطرقات، والريح تصفر خلف الأبواب الموصدة، وقضبان الشرفات... راح يجوب أنحاء المدينة، المدينة التي آوت الغرباء وشردته...كان جسده يرتجف بشدة...السماء تنزل الزمهرير بلا هوادة، والناس هربوا من احتدام غضب الشتاء، راح لائذاً بالجدران القريبة...والصقيع يزحف ببطء في شرايينه، لكنه حينما مرّ تحت (الطاق الزعفراني)* شم عبر ذاكرته أريج الأمس الطافح بالعز والذكريات...سمع هاتف يبشره بمسكن دافئ في السماء قد شيدته الملائكة، ففرح وكفكف دموعه، وواصل التسكع ...بل أمعن في تشرده.

 

.........................

هامـش

*بناء معماري قديم أشبه بنفق مظلم نسجت حوله شتى الحكايا الخرافية والأساطير الشعبية، وهو احد معالم المدينة المعروفة، ونسبة له سميت (محلة باب الطاق).

 

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1782 الأربعاء 08/ 06 /2011)

 

 

 

في نصوص اليوم