نصوص أدبية

اقعد للمعلّم

اُقعد أراكَ إذا تقوم ذليلا

- لكنْ أبي قال الأمير بشعرهِ

"كاد المعلّم أن يكون رسولا"

- ما لي وقولٌ قيل في زمنٍ مضى

من ذا المعلّمُ كي أراهُ جليلا؟

- لولا المعلّم يا أبي لوجدتْنا

شعبًا وضيعًا ضائعًا مذلولا

- ليس المعلّمُ من عليكَ تُجلّهُ

يكفيه فخرًا إن صمتّ قليلا

هذا حوارٌ شاعَ في أيّامنا

أدّى بشعبٍ أن يَضِلّ سبيلا

فأبٌ يداهم في الصباح مُدرّسًا

وكأنّ ثأرًا عنده وقتيلا

فَيُضِجُّ مدرسةً لأجل علامةٍ

ويُثيُر فيها صيحةً وعويلا

والبعضُ إن زلَّ المعلّمُ مرّةً

صار العدوَّ المجرمَ المرذولا

وإذا لمستَ مُهذّبًا أذنَ ابنه

فلقد أثمتَ وكان إثمُك غولا *

عارٌ علينا أن يقولَ لسانُنا

عمّن يعلّمُ مثلما قد قيلا

من للفتى بعد المعلمِ مرشدًا

ومربيًّا ومهذّبًا ودليلا؟

من للأهالي بعده متفانيا

يرعى الأمانةَ مخلصًا ونبيلا؟

أنردُّ للأزهارِحين تضوّعت

عطرًا بردٍّ لا يليق جميلا؟

أنعاتب الشمسَ المنيرةَ إذ لنا

كشفتْ حقائقَ لا تسرُّ خليلا؟

كشَفَتْ بأنّ الأمَّ أهملتِ ابنَها

أمّا أبوه فدائمًا مشغولا

قد صار بينهما كمنْ أخذوا له

أمًّا تُهذّب أو أبًا مسؤولا

أَوَليسَ يكفينا المعلم دائمًا

يرعى الشباب مشاعرًا وعقولا؟

لو بدّل العلمَ المخصص لابنكمْ

بدراهمٍ لشكرتموهُ جزيلا

وكأنّها تبقى وتنفع للمدى

وكأنّ علمَه لا يظلُّ طويلا

هذا القصيدُ معاتبًا يرجوكمُ

رُدّوا المعلّمَ حقّه المقتولا

هبّوا أهالينا لنصرةِ علمكم

لنعيد للعُرْب الحياة الأولى

 

.................

*الغول: الهلكة، المنيّة

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1783 الخميس 09/ 06 /2011)

 

 

في نصوص اليوم