نصوص أدبية

إشاراتُ الفجر الدامي

حفنةٌ من ضوء

يمنحها مصباحٌ في زجاجةْ

 

جلَسَ هناك، في ركنهِ المعتاد

يخصِفُ نعلَهُ بيديهِ

وحباتٌ من الرملِ تغفو على ركبتيهِ

نفضها بمودةٍ

فبكتْ ألمَ الفراقْ

 

حبَستْ أنفاسها

وراغتْ ثانيةً بين ثناياه

حاولتْ أن تعلَقَ في تلافيفِ ثوبهِ

ولكن بلا جدوى

فانسلتْ الى بطن الثرى

وتحاشت لحظة الوداع

 

مشى هوناً على أرضٍ تئنُ من حمارةِ القيظِ

ومر ببيتِ امرأةٍ عجوزٍ

كانت تسترقُ النظر اليه من وراءِ حجابْ

"يا خاصفَ النعلِ

بالله عليك

لاتغبْ عني،

فغيابُك سيحرقُ كل صباحاتي"

غمغماتٌ تلاشتْ في الدروب المعتمةِ

 

وظل يمشي

ومشتْ من وراءه إوزةٌ برية

صاحتْ صيحات ثكلى

إفترسَ العُقاب أولادها الرُضع.

"أيها الأصحاب،

أتعلمون لمَ تصيح؟"

أصخى اليه الرجالُ متوجسين.

"إنها تنعاني"، قال لهم

ثم رنا الى السماء اللازوردية

وأبتسم

 

وقف في حضرة ملك الملوكِ

ففاضت عيناهُ دمعاً ملأ نهرَ الكوفةِ

وأرتجفتْ كل مفاصله

وصاريرتعشُ

كطفلٍ تائهٍ في فيافي نائية

ثم خر? على ركبتيهِ

وأنتحبْ

 

دخلَ عليهِ المسجدَ خُلستً

عربيدُ الصحراءِ الأصفرْ

المضمخُ بنقيعِ السُمِ

حاملاً بين مطاوي جسده خبيئةَ الارهابِ

دنا من عليٍ

وغرسَ في رأسه سيف الجريمة المسافر في أعناقنا منذ الأزل

فنحرَ رأسَ الحريةِ

ومزقَ كراريسَ الديمقراطيةِ

وجاء بمُلكٍ عضوضْ، تركنا نندبُ بين القصائدِ وعملاءِ أمريكا

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1785 السبت: 11 / 06 /2011)

 

 

في نصوص اليوم