نصوص أدبية

إذا العَروسَة سُئـِلتْ

عند السماء

فمثلي

لا يرى ما ترين

فبعضُ الذهول

بقايا اليقين

وشمسٍ تجمّدَ فيها

الضياءُ

بدتْ مثل أفعى

تجوبُ المياه

تمصُّ دمَ

الوادعات

كأن البكاءَ يقرّحُ

روحَ السماء

فعرشُ الالهِ

كتومٌ حزين

عروسُ العراق

ضحىً

باغتتها

وحوشٌ ضوارٍ

تطشُّ الردى

على العابرين

ترى انكدرتْ

في سماها

شفاهُ النجوم

وهل سـُيّرتْ

من ثراها

صخورُ الجبال

وأيَّ عشارٍ

عطـّلتها سيوفُ البغاة

وحوشٌ تفحُّ

ولمّا يحينُ لظى

حشرِها

ترشُّ الموات على

الباكرات

ودجلة يحسو دمَ

الطافحات

ويسألُ

هل حان يومُ

اصطخاب المياه

وهل سأضحى

كما الساجرات

ولو في

زواجِ النفوس

دروبُ النعيم

لماذا

أباحوا ثيابَ العروس

وقد لطّخوها

بماءٍ حرام

وإذ

يئدون الصغار

على قاع دجلة

ما من كلامٍ

تذيعُ الصحف

ويُكـْشطُ جلدُ السماء

أللخاطئين ستـُزْلـَفُ

يوما

عتباتُ الجنان

فيا للسماء

لمن ستمورُ الجحيمُ

وماذا ستحضِرُ

في يومها

هالكاتُ النفوس

وهلاّ سأقسمُ

بالخانساتِ النجومِ

و بالكانسات

من السابحات الجوارٍ

وليلٍ

يعسعسُ حزنا

لبنتِ العراق

استعار وشاحا

ثيابَ العروس

وقد لطختها الدماءُ

وصبحٍ

يلملمُ صوتَ النساء

تنفسَ

ضوءَ اصطفاق الرياح

تمسُّ سراعا

رقابَ الرجال

أحقا يسمعون

كلام الإله

وفي سرِّهم

هل أطاعوا الأمين

وهم يلهثون

وراء الرجيم

ترى

إلى م الذهاب

وذكرُ الالهِ

قويٌ مبين

همو

يكسرون الجرار

بلا ندم

في بيوت الاله

فكم آهِ

يا ربَّ برجِ العلى

همو يقطعون نهودَ

عروسِ العراق

فهل صرخةٍ

لو تشاء

لتمحي الجناةَ

ذيولُ الكلاب

تهشُّ

ولا تستقيم

فحشراً وحشراً

كما

للوحوش البغاة

لتهنأ عند المياه

نفوسٌ

أكفُّ الذئابِ

بلا رحمة قطّعتـْها

سلامٌ

هناك على الميتين

وللعابرين ضحى

فأبهى الزواجَ

زواجَ النفوس

هلموا لنحرقَ

شمعَ الغيابِ

لمن مزقتهم

قصياً أكفُّ

الخطاة

تعالوا نصلي

عساها كفوفُ الإله

تقوم

لتشفي جراحَ القلوب

وتمسحُ دمعا سخينا

يفرُّ

على خدَّ دجلة

عند الغروب

 

أبو ظبي

‏الجمعة‏، 10‏ حزيران‏، 2011

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1785 السبت: 11 / 06 /2011)

 

 

في نصوص اليوم