نصوص أدبية

هنا القدسُ

 

أطارحُ جرحاً قضى بفؤادي    =    قرابة َ دهر ٍ من الأمنيات ْ

رسمتُ به الدمعَ ورداً وناراً    =   وعدتُ إليه فتى الأغنيات ْ

فيتقنُ فوضى الحواس ببطء ٍ   =    ليعبرَ شعباً تمنـّى النجاة ْ

وبين الفواصل ِ رسم ٌ تمادى    =   يلوكُ الدماءَ ويزكي الشتاتْ

هنا القدسُ فوق الحقيقة ِ ترسو  =   بوجه ِالطفولة ِتبدو الحياة ْ

بربْط ِالجذور ِ فلسطينُ جذري  =   وقدسُ التنفـّس ِعمقُ النواة ْ

خليط ٌ غريب ٌ وقدسي سماءٌ   =    تعاندُ بطشَ الجناة ِالبغاة ْ

جـــدارٌ يلــوّن أمـّــي وأنـّــي  =  على الرمل ِصوت ٌيدوّن آتْ

وصـوتُ الكنائــس ِأغنيــة ٌ رجّت ِ الأرضَ من دمـِـها نبــرات ْ

وصوتُ المآذن ِيعلنُ صبراً   =    يجوسُ البلادَ ويلغي الجناة ْ

هو القدرُ المتربـّصُ  فينا      =   ففي الموت ِنحيا لنسمو بذاتْ

تكلـّسُ حلمُ السنين ِ، وأمّي    =    تسوق ُالنجومَ مع الدمعات ْ

أعودُ وكل ّ التفاصيل ِملـّتْ   =     شقاءً ،وجوهاً بلا عبرات ْ

سينطقُ في الصمت ِصبر ٌونلقي التشـــرّد َفي قمقم  ِالمهملاتْ

أعانقـُها والرياح ُ بنفسي       =    وأسرقُ منها صبا الذكرياتْ

ولدنا لعبنا مشينا قتلنا          =    ورقص ُالطفولة ِكالنسماتْ

وشيبُ الدهور ِيعطـّرُ طفلاً    =    يطيّرُ أوراقـَهُ الشـــاردات ْ

ويمسكُ أطرافَ عمري بوجد ٍ =  يداعب ُيأسي بلا ضحكات ْ

ويسبحُ فوق اعتصاري حميماً =   يسافرُ في وجع ِاللحظات ْ

يرفرفُ فجراً لعيني ويبكي    =   أنا الطفلُ من ألمي القادمات ْ

حكاية ُدنيا فصولٌ ستروى    =    دياناتها في هدى الكائناتْ

وكانَ الصراعُ يقمـّع ُحقـّاً     =  عروشُ القوي ِّ لها الصادقاتْ

وكان يقولُ بمهد ٍ طهور ٍ     =    ومريمُ تدعو به الرحمــات ْ

فيرفــعُ صوتاً بريئاً من اللـّـــه ِعــذراءَ أمـّــــي كفــى ترّهـات ْ

ويدخلُ محرابَها زكريّا      =   وفي اليــد ِرزقٌ من الطيّباتْ

فيأكلُ ممّا أتاها رحيـــم ٌ     =    فينجب ُيحيى ســميّ اللغات ْ

يهوذا يتمتم ُعجزَ الصليب  ِ =    وعيسى إلى الله روحاً زهاة ْ

جدال ٌ يطولُ وركنُ صدام ٍ  =   من الأزل ِالمترامي غـــزاة ْ

تموتُ تقومُ تموتُ وقوفـــاً    =   تقومُ رماداً من الخفقـــــــات ْ

ويوسفُ يعبرُ صحراءَ خوف ٍ= إلى مصرُ أنشــــودة ُالرائعات ْ

خيانة ُقوم ٍ تبوحُ بحقــــــد ٍ   =   وفرعونَ يهذى سدى الكلمات ْ

وموسى على جبل ِالطورِ نادى = فلاحَ بصيص ٌ فخرَّ فتــــــاتْ

خديجة ُتســـــكن ُظلا ً أميناً   =   وتقطف ُنجمتـَهـــــا النظرات ْ

ختامُ الرسالة ِدينٌ شريف ٌ    =   وفي القدس ِقامتْ له ُالمعجزاتْ

ومسرى الرسول ِيعظـّم ردّاً  =   أيــا أوّل َالقـبـلـتـيـن ِصــلاة ْ

سيعرجُ نحو العليم ِنبــــيٌّ     =    ودادٌ على صخرة ِالبركات ْ

براق ٌ ولن يدركَ العقلُ معنى = وصولَ الســـماوات ِفي برهات ْ

هي القدسُ أرض ُالرباط ِ تعالوا=   لنعـــرف َما للحقيقــة ِفـــات ْ

مباركـــة ٌ يا مدينــة َشـــرع  ٍ  =  برغم ِســواد ِأســى الأمّهاتْ

أيا أمّـــة َالأنبياء ســـلاماً      =     وأنت ِتنامينَ في النكبــــاتْ

لهـــا صـوتـُنا من عذوبة ِنيــــــل ٍ     =      لها حبّنـــــا من بكـاء ِالفراتْ

بأرض ِالحضارات عاشتْ وقامتْ      =      وأصلُ الحضارة ِنورُ السماتْ

غناءُ العصافيرِ يلبــــــــسُ أقصى      =      هـديل ُالحمام ِفــــــم ُالمقربات ْ (1)

وفوقَ الصخور ِتعلـــــــــــّم َطفل ٌ      =      بأن ّ البقاءَ هنـــــــا بالثبــــات ْ

وبين الورود ِتعلــــــــّمَ قلـــــــب ٌ      =       بأنَّ انصهارَ الشـــعـوب ِثقــاة ْ

هنا القدسُ أمّي تمشّـــط ُشــــعراً       =       وتغزل ُشــــالاً وتلمس ُعات ْ

هنا القدسُ جدّي يركبُ قهــــــراً       =       ويصهلُ ناراً على الحسـرات ْ

هنا القدسُ طفلي يلوّنُ فجــــــراً       =       بريشــــة ِدمــع ٍ وروح ِ النجاة ْ

هنا القدسُ تطرّزُ عشــــــــــــقاً        =       مزيج َ الألوهــــــة ِوالدعوات ْ

بــلادُ المحبّـــة ِقـــــدس ٌ (علـــى هـــــذه الأرض ِمـــا يســـــتحقُّ الحيــــاة)

ستنجبني الريــــح ُغصناً وحلماً             أنا زرع ٌ في دم ِالغاديــــات ْ

أنا قلبهــم ْ نبضهــم ْ في وجود ٍ     =        يعانقُ ظلَّ الشــموس ِبـ مات ْ

تقبـّلُ أرضَ العبادة ِنفـــــــــس ٌ   =        وتسجد ُطهراً على الراحلات ْ

وتغدق ُعلما ً ونوراً وصبــراً     =        لأنَّ الترابــــط َأســـــمى اللغات ْ

سيحملني الشعرُ فوق حروف ٍ    =        تطيرُ برقـــــص ٍ لها العبرات ْ

وفي دم ِ قومي ستنبــضُ قدس ٌ   =       وفوق الوجــوه ِولــبّ الصفات ْ

هنا القدسُ تبــــقى  منارة نور ٍ   =       لأديان ِ ربـّي  وصفــو الذوات ْ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شعر أحمد عبد الرحمن جنيدو / تموز ـ 2009

جملة: (على هذه الأرض ما يستحق الحياة) للشاعر الكبير (محمود درويش)

1ـ المقربات: العاشقات المتيمات

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها (العدد: 1160 الاحد 06/09/2009)

 

 

في نصوص اليوم