نصوص أدبية

أُم علي الخبازة (2)

كلما يهربُ أدفعهُ للإلتحاق تسمعهُ يتوسلها ..يمه أموت.. ولكنهم سيقتلوك لو مسكوك هارباً..أمامَ عيني ..فكيف لي تحمُل ذلك..؟..هكذا تنقرُ الكلمات طبلة أُذنها فتستجيرُ بالارقِ ..والانزواء

 

 باحدى زواياالغرفة،وعينيها المحمرتين دمعاً،تُقَلِّبُ الصورةَ على مذبحِ الحائطِ وخطِّها الاسود أعلى اليساريُنبيءُ..ان صاحِبها ليس معنا الآن..تلمَسُها إبنتها من كتفها -يمه..يمه مسؤول المنطقة بالباب..!ء

الحقير ماذا يريد..المْ يكفهِ ماصار..؟ تتذكرُ تسللهُ الدائم المباغت من على السطح وجوقته

الكريهة الانفاس والشوارب..قولي لهُ  :إذا لَمْ

يلتحِق سآخُذ مكانهُ احدى البنات ..إفتَهمتي ..؟

واعود اليه في بيت خاله فيظلُ واجماً يسكُّ

على اسنانهِ ويفركُ اصابعه حيرةً...حتى يأتي

مُجازاً ويذهب الى مقرِ الفرقة الحزبية ، ليضعو إسمه في سجلِّ النادمين..المصيبة

انها ليست مَرَّتُهُ الاولى..،مما يجعلهم يكيلوه

وطنية ومباديء حتى يتقيء امعاءه

اهلاً..وسهلاً .. اجابته من وراء باب البيت المفتوح قليلاً لزائرٍ غير مرغوب فيه - البقية بحياتج - هذه هدية السيد الرئيس

ما نفعُ هذه البقية لحياةٍ صارت بلا طعم وما الذي أصنعه بهدية.. فبصيص الامل الذي كان يوقفني على التنور..راحْ

يشُدُّ من أزري تعكِزُهُ عَلَيّْ ،وطيشهُ ،  وضحكاتهُ التي تملأُ البيت وحرصهُ على اخواته ..صار الآن ورقةٌ وضَرّْف ..ولو لَمْ يَمُتْ ،لصار ايضاً ورقة وظرف بلا نقود

ثُمَّ .. يالَصَلافتي ..لازلتُ آكلُ وأشربُ ، تولولُ وتودمدمُ .. وتعودُ لزاويةِ حزنها حتى تتهالكُ من الاسى وتغرقُ في نومٍ لاتعيهِ بين محاولة بناتها دَسَّ مخدة تحت رأسها على أرضية الغرفة الجرداء ملتحفة بعبائتها..بقيَّ الضرفُ والورقة حتى قدوم أخيها لتحضيرِ لوازم الاربعين ، وما حاولت خلال هذه الفترة فتحهما خجلاً وما ان وضعتهما احدى البنات بين يدي خالها .. ليعدَّ النقود ويقرأُ الورقة  - السيارة - ووجوب إستلامها وعَدَمِه يعني الرفضَ لمكرُمَةِ السيد الرئيس ...

 

جبار حُمادي  / بلجيكا

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1161 الاثنين 07/09/2009)

 

 

في نصوص اليوم