نصوص أدبية
لأم نضال فليقف الرجال
جادت وابتذلت العطاء – ثلاثة شهداء وأسير - ولا زالت تحرض على الارتماء في حضن الخلود البنينَ والأحفاد ، فكان حقا لنا أن نقف جميعا معشر الرجال والنساء على سواء تحية إكبار وإجلال لأم نضال .
لأم نضال فليقف الرجال = كما للسهل تنتصب الجبال
و أنت السهل يخصب للمنايا = ويُسدي التمر إن رُميت نبال
و أنت الماء والأقصى زروع = ومِن كبـِـدٍ على كبـِـدٍ يُسال
كفاك ثلاثة فخذي الوسام = فأنت عقيد جيش لا يقال
ورابعهم أسير أو شهيد = وهَمّ ُ الأم أن يحيى النضال
لها رحِمٌ يُرابط للنفير = ويوم الزحف ينقطع العقال
لها رحِم على حَرَم يجود = وكل نِصابها فيه ابتذال
عقيدتها إذا نادى المنادي = صمود والورى حال وحال
أ أم أنت قلت لها وهلا = كشفت السر قد كثر السؤال
و كيف البـِشر في الأحزان يتلى = وكيف الحُب للأقصى يُكال
أنا سهل خصيب لا أبالي = تقول وما سوى الخصب الرمال
أنا أم وهذي الأرض مني = أجود لها بما حمل الرحال
أنــا أم ككل الأمهـــــــات = أحب وفي الهوى قيل وقال
فما قولي وأرض الحشر تسبى = وما قولي وقد حُــِرم الوصال
أنا الخنساء من تبكي لصخر = وصخريَ من صخور لا تـُزال
فإن تعمى العيون فلا عليها = وإن وجهي لطمت فقل حلال
أنا العذراء مريم تحت نخل = أهز الجذع إن عَـزَّ النوال
فيكبر للفدى جذع العَذارى = ويسقط -إن هو اهتز -احتلال
سيولد بعد هذا الضيْم عيسى = وفي يده يكلمنا الهلال
فيهتف بالذي صلى زمانا = به ويغازل المسرى بلالُ
أتينا يا ربى الأقصى أتينا = وإن جاروا وإن طال النزال
فما صلبوا سوى الأشباح منا = وما قطعوا وإن قطعت نصال
و ما قتلوا فإن الخلد فينا = وباب الخلد في الأقصى قتـال
ننال من العدا ويُنال منا = ونأبى الدون فالهيجا سجال
فدونكم التي وُلدت لتحيى = على نغم الخلود ولا تزال
خذوا الإيمان من هذي الحُمَيْرا = خذوه فإنها نِعم المثال
خذوا الإيمان والأيْمان عنها = فهذه إن تعِدْ يوفِ الكمال
فمريم لم تزل للعهد تـُهدي = من الفلذات إن نفذ العيال
فتغرس في الوليد وفي بنيه = بأن الروح في الحب امتثال
تلقن من شهيد الأمس درسا = ليُبذل في الهوى نفس ومال
ليُعلم أن للعيش اقتحاما = وأن الموت في القدس احتفال
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1161 الاثنين 07/09/2009)