نصوص أدبية

هللي يا أنوثة التكوين

(أو حتى الحروف)..

وقد استدارتْ من حولك كسياج..

 

عالقة أنا في زحمِة رؤاكَ

محتجَزة خلف أغصان صوتكَ الوارف

مبهورةًَ بالأخضرِ المتساقطِ

من عاشرِ سماواتكَ

عارية إلاّ منكَ..

من ثوبِ لحمكَ الدافئ

وهو يدثّرُ أحلامي بكَ..

***

 

أيها القلب الذي أتعبه السفر

ها هي محطتكَ الأحلى..

وأنتِ أيتها الأصابع المتعطشة،

ها هو صوته يتدفق نحوكِ،

بارداً كالطمأنينة،

حاراً كالشهوة، سريعاً كاللهفة،

هادئاً كالحلم، عميقاً كالقصيدة...

 فكان لا بدّ من الطيران..

***

 

تعالَ نبسّط للعالم معجزةَ الحبّ هذه،

وهي تبعثر خلايا روحينا،

لتعيد تكوينها من جديد،

مطلقةً إياها لا كفراشاتٍ ضعيفةٍ عاجزة،

ولا كنسورٍ طائشةٍ فاقدةٍ لصوابها،

بل كحبات مطرٍ تتصاعد

وفق قانونٍ لم يكتشفه نيوتن

من التراب إلى الغيم..

تعالَ نجد تفسيراً لرحلة الجنون

هذه التي خضناها،

لنلتقي في نقطةٍ هي أبعدُ من الجغرافيا،

وأعمقُ من التاريخ...

حيث خيمةُ الضوء كانت بانتظارنا..

منصوبةً منذ الأزل،

وقد خاطتها آلهةٌ ما لا يعرفها أحدٌ سوانا..

ثم تعالَ..بكامل رجولتكَ..

بكل عناقيد السكّر المتدلية منكِ..

ليعرف دمي أن خيانتي له كانت رغماً عني..

وسيسألني دمي عنكَ..

وسأقول: هو ما ترى..

وهو ما لا يراه أحدٌ سواي..

هو الذي لا اسم له لأعرّفكَ به..

***

 

هكذا.. مشدودٌة إليك..

 وعلى إيقاع صبواتكَ

وأحلامكَ وهواجسكَ

 تتأرجح حياتي..

وهكذا أيضاً.. طافحةٌ بكَ..

 ولم يعد ثمة مزيدٌ مني لأتسعكَ..

 هكذا..ببساطة

ولم يعد ثمّة سوى بابٍ واحد

        يفضي بي إليكَ...

        وبكَ إليّ..

 

سمر محفوض

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1167 الاحد 13/09/2009)

 

في نصوص اليوم