نصوص أدبية
نداء الأربعين
أتت بالأربعين على = جناح الفور و ارتفعت
أتت بالشيب مشتعلا = و نار حروبها اندلعت
تبيد براءة الصغر = وصدر الأم من رضعت
تذيب الذكريات على = جمار ٍ مِن جَوَى جُرعت
تقول الأربعون أنا = جمعتُ عراك فانجمعت
أنا المبعوث من أجل = جرتْ عيناه و اندفعت
بوخز الطرف أكتبها = دنوتَ و أربعوك نعت
دنوتَ فهل لموعظتي = إذا أسمعتـُها نفعت
و هل للبيت من كرم = إذا ما الباب قد قـُرعت
تـَمُورُ الغيم في عجل = و تـُرْب النفس ما شبعت
تود العمر للأبد = و منه الموت قد نبعت
أنا للبدء خاتمة = أنا في الختم من شَرَعت
أنا في السطر فاصلة = تقول و صفحة قـُطعت
أنا للرشد مأدبة = و قطف رجولة زُرعت
أنا للرسْل حين أتوا = و نور الشمس إن سطعت
أنا الميقات إن بُعثوا = و للأسياف إن لـَمعت
أنا للحق و النصَف = أنا للشمس إن مُنعت
أنا للروح إن صعدت = أنا للروح إن رجعت
و عنديَ يُطلب المدد = و خير النفس من هرعت
تنادي الله في ورع = وبيتُ القصد حين دعت
إلهي أنت لي السند = و زهرة عُمريَ انتــُــِزعت
فأوزعني لأشكر من = سعى كدحا و من وضَعت
فشكر الوالدين له = عليَّ مناسك ٌ شُــــِرعت
و فضلهما بلا ثمن = سوى رُحماك إن شفعت
ألا و لتـُصلح الخلف = فبيض الشيب قد نصعت
و يأتي الظـَّهْرُ موعده = فبعض جياده ارْتـَبَعَت
وكل الجسم مرتحل = و هذي البعض قد سَرُعت
عمودُ الظهر و البَصَرُ = و بعض الأذن إن سمعت
و حُسن الوجه منهمل = كأن العين من دمعت
كأن الموت يخبره = بأن جريده طـُبعت
وبعد غد لنا الأمل = فرحمته لنا وسعت
وليس سوى الكريم لنا = يُعيذ النفس إن ضَرَعت
الكاتب : بوعلام دخيسي
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1172 الجمعة 18/09/2009)