نصوص أدبية

على باب الحكمة / أسعد البصري

بحاجة إلى ثرثرتها تملأ الدار

تجلس على طرف الكنبة تسألني تذوّق الطعام

وأسألها أن تمسد أقدامي

سيدة تزهر كل صباح

  تلد و تولَد

سيدة لا تقتلك بجمالها بل تمنحك الحياة

 ثمَّ تدفنك وتبكيك باحترام

بحاجة إلى امرأة تشغل الهاتف بالساعات

 بسبب حديثها التافه عن الأسعار 

 بحاجة إلى امرأة أنفاسها حياة و كلماتها زحام

تمشط شعر ابنتها وتطلب مني أن أراقب القِدْر

 وتدلّ ابنها على قميصه

كل هذا في وقت واحد

 سيدة أجلسُ في ظلها وأضحك من بلاهتها

لكنها، هذه السيّدة، لو كانتْ موجودة أكثر حكمة من أرسطو

النساء ومنذ فجر التاريخ يأخذننا على قدر عقولنا

فنحن  مكتملو عقل ودين لأنه تنقصنا الحياة

النساء كاملات حياة و خيال ..النساء لسن فقط زينة الحياة

بل أنجبن الحياة وخلقنها

بحاجة إلى واحدة تورق في مكانٍ قريب

وأنا أجلس في ظلها أدعي الرجولة

بينما الحقيقة أنها ضحكي و بكائي، حرثي و نسلي

أيها الليل والبيت الفارغ أجبني

لماذا الحياة والرحمة والسعادة كلمات مؤنثة

بينما الموت مذكَّر؟

بحاجة إلى امرأة تشكوني إلى أبنائها

 وتشكو أبناءها لي

ثمَّ تشكونا جميعاً إلى الله

 امرأة تصلي ولا يعلمُ أحدٌ ما تقول في صلاتها

بيد أنها لا يمكن أن تعصي الله إلّا لأجلنا

سيّدة مخلوقة مِنْ طين وقلبها مِن ذهب

 تقولُ لجارتنا : إنها لا تفهم معجزة القرآن في البلاغة

بَلْ في بيتها، وكيف يشفي الله ويحفظ أبناءها حين تقرأه

سيدة يستقيم بها التقويم القمري

وتضيءُ بها السنوات الهجريّة

 فلا رمضان إلّا بفطورهنّ

ولا عيد إلّا بهنّ واقفات يطوّقهن الفخر بفرحة الأولاد

النساء نصف عقل و نصف دين ويضحكن حين يسمعن ذلك

فهنَّ آلهة أيضاً، والآلهة يفهمون حكمة بعضهم بعضاً

ألسْنَ يقسين على البالغ الحكيم من الأولاد ويدلّلن الأحمق بالكلام ؟

بحاجةٍ إلى امرأةٍ تولجُ الليل في النهار

  وتولجُ النهار في الليل

تعلّمني الكتاب والحكمة

 بحاجة إلى امرأةٍ

ألبسها في الشتاء وتلبسني في العراء

أيها المتسولون على باب الحكمة 

وطن الإنسان لم يعد لغته

بَل وطنُ الإنسان زوجته

ولكي لا تكون مجازفة

تزوّجوهنَّ عربيات يُغنِكم الله من فضله

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :1998 الأربعاء 11 / 01 / 2012)

 

في نصوص اليوم