نصوص أدبية

ما ضَلّ َ قلبي / عبد الفتاح المطلبي

 

ماضلَّ قلبي وما شابَ العمى بصري

رُحماكِ لا تسألي عن محنة ِ القمر ِ

 

بدا محاقاً وذا قلبي يهيم بــــــــــــه

يغفو لعلّ الرؤى تغني عن النظـَــر ِ

 

دعْــيــه يغفو قليلاً إنَّ نبضــــــتـَهُ

تكادُ تنضبُ فرطَ الوجد ِ و السَهَر ِ

 

لا توقظيه ونيرانٌ به خمـَــــــــدَتْ

فربّ تحتَ رمادٍ يختبي شــــرري

 

دعي لقلبي أسىً غنّى فأطربَــــــــهُ

إن الشجا يوْرِثُ الألحان َ للوتـــــر ِ

 

أنا أُغَنّي على ليلايَ منـــــذ ُ رأى

قلبي حقيقــــــــة َ أوهامي  بلا زَوَر ِ*

 

يدٌ تُحييّ ِ  وأخرى قدْ رُجِمتُ  بـــها

كـَفـِّيْ التي رَجَمَتْ والراجِمي حَجَري

 

يا قلبُ وعدكَ أن تبقى على ضمأ ٍ

هذي حظوظك في الدنيا وذا قدري

 

الليلُ يُطبقُ فاحذرْ خطوَ خاطـــــــئةٍ

من الخُطى وتحرّ  الأرضَ ثمّ سِــــرِِ

فلستَ تعلم والأيامُ أحسنــــــــــــها

يُريكَ من خدّهِ خالا ً على صَعَـــــرِ

 

أكلما ضجَّ عرقٌ بالفؤاد جَــــــــرَى

والسربُ قد طارَ إذْ لا ينفعنَّ جــري

 

فلستَ تعلم والديْجورُ هَـــــوَّمَ فـــي

مشارفِ السِكـَكِ الحُبلى ولم يُنـــــَرِ

 

و قـُدْ خُطاك إلى حيث الهوى قـَمِنـــاً

أن تسلكَ الدربَ قـَصّاصاً على الأثرِ

 

ولا تظنّ بأنّ  السائريـــــــن علـــى

ساقين ِكلُّهـــمُ من طينةِ البشــــــــرِ

 

أشكو إليــــــكَ  قـَبيـــــلاً لا يهمّهمُ

إلا اقتياتاً ولـــو في كومَة ِ القَــــذ َرِ

 

المقبلـــــين على أعلافِهــــم زُمَراً

والشاربين كما هيــــــمٍ على كَــــدَرِ

 

اللابسين وجوهاً غيرَ سحنتهــــــمْ

والمولـَعين بلحس ِ الكفِّ من وضرِ

 

الغائبينَ إذا الخيرُ انتخى بهـــــمُ

والقاعدين عن الحسنى على الدُبُرِ

 

أولاءِ ِ من بهمُ جارَ الزمانُ على

أعــــوامهِ  فمؤدّاها على خطَــــرِ

 

أقولُ  للقلب  لما   لجّ َ عاذلـُـــــهُ

لا تخشَ  وازِرة َ الأيامِ إنْ تَــــزرِ

 

شكا الفؤادُ ولكن ليسَ من عَــــدَمٍ

بل من تهافت سعيِّ السوس في الشجرِ

 

خبزي كفافي و أحلامي مُلَوَنَـــــــــةٌ

ولا يخيْطُ جلابيبي سوى إبَــــــــري

 

أتـُزْدَرى الكفُّ إنْ باهتْ بأبيضِـــــها

ماكان قارونَ إلا من بني سَــــــــقَر ِ

 

أنا غنـــيٌّ ولي مـُلكٌ أُبَـــــــــــــدِدَهُ

كما أشاء بلا خوفٍ من العُسُـــــــر ِ

 

لي حصّةٌ في هـــواء الله أنشَقـُــــــهُا

إذا رغبتُ بلا خوفٍ ولا حــــــــــذر ِ

 

وكلّ ُ شمس ٍ أطلـّتْ ليْ بها سَـــــهَمٌ

أنا شريكُ جميع ِ الناسِ ِ بالقمــــــــرِ

 

................

*الزَوَرُ بفتح الزاي والواو = المَيلُ

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :1999 الخميس 12 / 01 / 2012)

 

في نصوص اليوم