نصوص أدبية

أنكيدو / أسعد البصري

 قصّي أظافري وشعري، أرضعيني

 و نوّميني . في الصباح أَلْقيْ عليَّ برداءٍ مِن صنعك

 وامنحيني اسماً أخرج به إلى الناس و أعود به إليك

هذه اليد المفتولة العضلات إسمها (الحرمان) تَمسك بقلبي، لكنها... تتراجع و تخشاكِ

كما تخشى الذئابُ النار . كنتُ سأصرخُ: (تعاليْ ) لولا أنّ هذه اليد تخنقني

 

أنكيدو لا أسئلة عنده

  لا طمع بالخلود، أنكيدو يبحث عن حبلكِ السرّيّ الذي يربطه بالأرض

 تعالي أتمتّع بمجدك، أو لا تأتي

 لأتمتّع بعذابي . أنكيدو والبراري و أسواركِ

 يا للرّوعة ويا لضياعي

...

 

هل تعرفين لِمَ اكتب هكذا، ؟؟؟ لأنني

 أسيء الظنَّ بالقاريء

 أعتقد أنه لن يصبر عليّ . لا وقت، لا وقت

 القاريء / عدوِّي يرمي بكلامي بعيدا عن نظره

 

 

 

 

 صدقيني إذا حياتي تتوقف هكذا، في اللحظة واليوم والمكان

لماذا جئتِ إذن في اللحظة واليوم والمكان ؟؟ لأن أحداً ما جاء بكِ

ولأنّ حياتكِ توقفتْ أيضاً

...

 

أعطيني سبباً معقولاً في هذا الوجود المُطْبِق يفسر لي

لماذا لا أعانقكِ الآن ؟ لماذا لا أسجن يدكِ في يدي

لا أخلط مائي بمائك، لا أجمع نفسي وأبعثرها فوقك ؟

لا يوجد سبب ....إنه فقط هكذا لأن العذاب مفيد لداء القلب

لا يوجد سبب للعذاب لأنه لا يوجد سبب للسعادة

فقط لأن الله مفيد للشيطان، ولأن الشيطان مفيد لله

يبقى البشر ضحية أنفسهم

 أنت وحيد املأ وقتك بالعمل تحصل على المال

 أنفق المال في البحث عن امرأة

 هكذا لا تفتأ تبحث وتجد وتنفصل

 عن المرأة . وهذا كله إنفاق و نفقة ونفق و عبودية

لم أبحث عنكِ لكنكِ هنا، لم أُنفق عليكِ قرشاً واحداً

لأنني لا أملكه أصلاً

مع هذا أراكِ هنا ترفرفين كفجرٍ فوق مدرسة

 

أنكيدو أباد نفسهُ، أنكيدو أباد البراري

أنكيدو يمشّطُ شعرهُ بأصابعكِ، أنكيدو يربطُ نفسه بضفائركِ

أنكيدو تسقطُ دودةٌ مِنْ أنفه، دودةٌ أكلتْ قلبكِ

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :200 الخميس 19 / 01 / 2012)

 

في نصوص اليوم