نصوص أدبية

لَمْسُ الشمس / سامي العامري

 

حناناً فإنَّ الروحَ مازال بدرُها

يُصلّي ولكنَّ الغوايةَ تَسحبُ

 

أفي الحُبِّ ألقى السرَّ ؟ ها أنا عاشقٌ

يقيناً وكل العاشقين تغرَّبوا

 

ومأمورةٌ كلُّ الكواكبِ حولَنا

وفي مهجتي ينهى ويأمرُ كوكبُ !

 

وإنْ كنتُ قبل اليومِ لا وحيَ زارني 

ولا صبوةٌ فالآنَ أصبو وأكتبُ

 

أتوق، كتوق الناي للعُشبِ، أن أرى

مراكبيَ اهتزتْ ولم يُعْفَ مَرْكبُ

 

وقافيتي انداحتْ وعاطفتي التضَتْ

وعاصفتي اختَضَّتْ فرحَتُ أُجَرِّبُ

 

قد اخترتُ خيرَ الخيلِ مخترِقاً بها

ضلوعَ الغيوم البيضِ، والبرقُ مَطلَبُ

 

وشتّانَ ما بين التخيُّرِ والمُنى

فحقٌّ خياري، والتمنّي تَهَرُّبُ

 

وها إنني لا أنتمي لقبيلةٍ

فأجفلُ حيناً ناظراً مَن سيكسبُ 

 

ضحكتُ قليلاً ثُم سالت مدامعي

على عالَمٍ من فعلهِ نتعجَّبُ

 

عداواتُنا محضُ اختلاقٍ وغيرةٍ

ودعْواتُنا للصُّلحِ فخٌّ ومَقْلبُ !

 

وكلٌّ يَرى في الكلِّ شرّاً ونقمةً

ويزكُمُنا القِدّاحُ، والطيرُ عقربُ !

 

فكم ذا عليكَ اليومَ إبطالُ نغمةٍ

من الكفر بين الناسِ صار لها أبُ ؟

 

صفيّاً حَفيّاً كان طبعي ولم يزلْ

ولكنْ إذا عوُدِيتُ فالرَّدْعُ أنْسَبُ

 

تحيِّرُني شمسانِ، شمسٌ كئيبةٌ

وشمسٌ على آثاريَ الغارَ تَسكبُ 

 

وما بين هذي السابحاتِ وتلكمو

نواعيرُ في نبض المَسرَّة تَرسبُ 

 

أعاينُ نفْسي حيثُ أقبلتُ راغباً

بِلَمسٍ وكادت تستجيبُ وترغبُ

 

فأطرافُها الأغصانُ، والبوحُ جذعُها

وأمّا سواقيها فعُرسٌ وموكبُ

 

وأسماؤها هذا الندى حيث ينثني

وفي كفِّهِ تُطوى حقولٌ وتُحْجَبُ

 

وإنْ كان ما بيني وبيني تعارضٌ

فهذا لأنَّ النورَ أرخاهُ غيهبُ

 

برلين

كانون الأول - 2011

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :207 الجمعة 20 / 01 / 2012)

 

 

في نصوص اليوم