نصوص أدبية
رائحة الموج / زوليخا موساوي الأخضري
تخطو بضع خطوات. ترمي بشبشبها. تلامس أصابع رجليها الرغوة الباردة. تضحك كطفلة صغيرة.
تذكر كيف كان يحلو لها أن تسأل رفيقها:
عمر يا حبيبي، هل أشعة الشمس التي نستلذ بدفئها الآن هي نفسها التي أطلت علينا البارحة؟
يهز رأسه موافقا و شبه ابتسامة ترتسم على شفتيه.
يعرف بحكم العمر الطويل الذي أمضياه سويا أنها حين تسأل مثل هذه الأسئلة فهي بخير. لماذا يريدها أن تكون بخير؟ هل لأنه يحبها ؟ هل لا يريدها أن تموت و تتركه وحيدا؟
لنفترض أن شخصا آخر معي الآن و كان لي حق اختيار فقدانه أو عدم فقدانه ماذا كنت سأختار؟
يخيّم عليهما الصمت بضع لحظات.. يحرّك عمر رجله اليمنى. ينقلها من الظل إلى الضوء. من البرد إلى الدفء. يا لهذه الرجل اللعينة! كم تؤرقه ألأمها كل ليلة!
تخطو بضع خطوات و هي تتحسس بلذة موجعة الرغوة الباردة تداعب باطن قدمها.
اختفى البحر. اختفت الأمواج و اختفت اللذة في باطن قدمها.
تنهض متثاقلة، تمدّ يدها إلى جهاز التلفاز.
أمامها الآن حقل واسع من الإسمنت يتعالى في السماء.
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :208 السبت 21 / 01 / 2012)