نصوص أدبية
خبز ركَـــــــاكَــ .. / سعد الصالحي
كانت بهية، ضخمة البنيان، ضحوكة بصوت ناعم لا ينسجم مع حجم زيها الكردي المتعدد الطبقات والألوان .
نلتم حولها وهي تخبز الركَـــاكَــ على الصاج ثم تقلبه بخفة حاوٍ بتلك العصا القصيرة على الوجه الثاني وتمده كأنها تمد توقنا لشهيته . في تلك ألأثناء تكون خالتي سعاد قد ملأت الدار زعيقاً بالسباب والشتائم وبلهجة كردية قحة متناولة جدتنا نقشين بأقذع الألفاظ لتثبت أنها سيدة الدار، لكن نقشين كانت تتغاضى وتسمع ما يعجبها فقط، تنظر إلينا مبتسمةً ثم تناولنا رغيف رقاق مع قطعة معلاق مشوية على صفحة الصاج الساخنة .
بقي حبنا يزداد لجدتنا نقشين حتى توفيت وهي تتوسد حضن خالتي سعاد المصلاوية التي كانت عيونها تدر حينئذٍ دمعاً ومحبة لؤلؤيةً من مآقيها لعمتها نقشين .
ما زالت أذكر أمي وهي تصف أختها سعاد :
- طابور عسكر ما يكسر عينها .
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2015الاحد 29 / 01 / 2012)