نصوص أدبية

صلاة / وفاء فضل

 

فتاةٌ تلوم الطقس وغبار الترميمات الصاخبة الذي يلوّث وجهها، إذ أنها تكبدت الاعتناء به فور يقظتها وقبل غفوتها، فتعوّض السنين.

تفكّر وهي تنظر إليه تحاولُ تجنّبه كي لا يصبح همّها بدلاً من الترميمات التي جعلت هذه المدينة أمّا مجنونة وأمّا مسكينة في وجه الزوال: "لا بدّ انه معتاد على الصلاة في الأماكن العمومية"..

تنتظر عند المحطة.. كسائر الناس التي ترى ولا تلاحظ.. يُبكيني ما أراه.. ولا أستمع إلاّ لهداره واتساخ المدينة بسرعة.

 تستمعُ إلى الموسيقى باستقامة جسدها وانحناء رأسها نحو الأرض تارة ودوائر السماء المبعوثة من بين الأغصان تارة أخرى.. مشغولةٌ  بالسفر إلى الحلم الذي لم تقمْ به..

 فإنها لم تستيقظ أبدًا..

 أمّا هو فسوّى رجليه وظهره المنحني ونهض ببطء شديد يغنّي مع الغبار..

وأكملَ تنظيف الشارع.

مدينة حيفا/ فلسطين المحتلة

صيف 2011

 

................

  الهدار- منطقة في مدينة حيفا، لم يتغير اسمها.

 

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2016 الثلاثاء 31 / 01 / 2012)

في نصوص اليوم