نصوص أدبية

مولد في بيت أمي / بوعلام دخيسي

إلى الأم تصنع خبزا وشايا =  وتغمس في القلب طـَعْم الأيادي

تغني وأطفالـُها والهدايا  =  من الهَدْي ما خِلـْتَ في الحب عاد

كلام بسيط  ولكن خليط  =   من الحرف و الدمع شوقا لهاد

تـَلـَذذ ْ بأشعارها حين تشدو   =  ستلفـَظ ُ شِعْري وما كنتُ شاد

تقـُصّ ُ الحكاية في شِبْه سَطر ٍ   =   وقد سال فيها جميع مدادي

تـُعَرِّفـُنا بنتَ وَهْبٍ وماذا  =  رأتْ مِن جنين ٍ غريبِ الـِوهاد

وكيف الحليمة فاضت كمالا  =  وكيف احتوى الطفلُ جذبَ البلاد

وفي جُملة لا أقل ستدري  =  لماذا تربّـَعَ عرْشَ الرّشاد

وما القصدُ من هجرة بعد أخرى  =   وما الدرس في العَوْد بعد ابتعاد

وما قوْلُ أسْــِريَ ليلا ليُسْرَى  =  إلى القدس منا نداءُ المنادي

وفي مقطع ٍ عابر ٍ مِن شذاها  =   ستقرأ ُ كل فصول الجهاد

وتحكي لنا كيف آثر أخرى  =  وتبكي ارتحاله دون حداد

إلى الروض تحنو وكل مناها   =    سِقا قــُـبْـلة مِن مَطِيِّ الرّقاد

سألنا وقلنا لها كيف طاب   =  لتلك الثرى حجبُ خير ِ العباد

بكتْ ثم عادت تــُرَدّدُ  كلا  =   محمدُ حيّ ٌ وللعين باد

لها في اليقين يقين وترقى  =   بعلم حوته كريمَ الجياد

هي الأم تشدو وتشكو هواها  =  كما لـُقـِّـنـَتْ في دروس الحِياد

تحب الحبيب وتدعو سواها  =   لحبٍّ متين شديد العماد

إذا جاء ثانِيَ عَشْر ٍ تــَـَبــِعْـنِي   =  ولا تـُتـْعِبِ الظـَّهْرَ مِنْ كُثر زاد

سنمكث ليلتنا في حماها   =  وننهَـل منها ليوم التنادي

نـُصَلـِّي على النور نـُجْلي ظلاما  =  ونصْبَغُ بالشِّعر لون الرّماد

ستعشقُ طه َ كما لو تراه ُ  =  وتـُدرك معنى الهوى باعتقاد

تذوق معاني الوَفا في طعام   =  طـَهَتـْهُ  لتـُشبعَ جوع المُراد

تـُرَبِّي على الحُب تـُكسي ثيابا  =  مِن الطـّـُهر تـُبهرُ لـَحْظ َ الأعادي

هي الرّكن في حُبنا وانتمانا  =  هي الأم تبذر غرس الوداد

حباها الإله من العِلم شتى  =  وما زال منها الهوى في ازدياد

بأمي تعلمتُ حبـَّـكَ طه   =  فكنْ لي و أمي غداة المَعاد

إذا جئتَ تشفع فيها فخذها  =    بفِـلـْذتها إن فيها اعتمادي

 

بقلم : بوعلام دخيسي

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2017 الاربعاء 01 / 02 / 2012)

في نصوص اليوم