نصوص أدبية

انهم يحرثون حقول الورد بمخالب البارود / ياقو بلو

على نصل سيف رضيع مات بغتة

وهو يهتف في تونس او في مصر:

افتحوا الاهراءات...

الجراد يقضم غلة يوسف من دهور1،

و"سلة روما"2 الخاوية تشظت سلالا...

تتوسط خواصر نساء افريقيا3.

الليلة،حادت الشهب عن دروبها،

والازقة في مدينتي البعيدة...

تعج بصيحات الرجال:

اطفؤا انوار مصابيح الكهرباء

انزلوا حجب الابواب،واستار السقوف

الملائكة تصارع بعضها على خصلة شعر امرأة.

 

-2-

لا تنطريني الليلة...

الجند يتدفأون على خشب قائمة بابي،

وعند اعتاب بوابات مدينتنا المحاصرة

افترش الجن باحات مزارات الاولياء،

وانا....

دون من رموا الصليب عن اكتافهم

كرهت عشاء صيف الشواطيء

المعتمة بلباس عوم مومياء

آشورية...

فينيقينية...

فرعونية...

امازيقية...

او عربية من الف عام

تخبأ "بين الرصافة والجسر"

ليف مضجعها والوسادة

بقايا صدى قصائد الحب العذري.

 

-3-

لا تنطريني الليلة حبيبتي.

قال عنا خفير رئيس جند السماء:

انهم يتعبدون للحب والسلام

هؤلاء يفسدون دين الجماعة.

خذوهم الى الكواكب الملعونة عرايا.

                                                                          

-4-

لا تنطريني الليلة على شرفتك الشرقية

حنانيك،نباح كلاب كبراء الرعية

يجوب على نقش شواخص القبور،

ورغبة البقاء في عينيك تفضح سرنا.

حنانيك حبيبتي...

لا تدثري صقيع نسغ القنديل بانفاسك.

نادلة مُلكِ يمين الامير العجوز الشقراء...

تربكها ملامح وجوهنا غير المألوفة

فتقرأ على شفاهنا...

رسم القرنفل قبلة محرمة،

والعشق بيننا...

ارض يباب وطن تقطنه الشياطين.

 

....................

1-الاشارة هنا الى الغلال التي جمعها يوسف خلال سبعة سنوات الوفرة كما تقول الرواية التوراتية والقرآنية.

2- الاشارة هنا الى الخير الوفير الذي كانت تتميز به ارض تونس ايام الاستعمار الروماني.

3- الاشارة هنا الى تونس التي كانت تعرف بأسم افريقيا.

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2025 الخميس 09 / 02 / 2012)

 

في نصوص اليوم