نصوص أدبية

لعبتي مع الفرخة1 والساروت2 / الحبيب ارزيق

وُضعت الأشياء بشكل سريالي بديع ، فبدا الحائط مقشورا كصدر سمكة.

 تلك قراءة الحيطان _ مثلُ هذه_ من مُهمتي، تعودتُ جمع التفاصيل مما بدا من تقشيرها، لأشكل لوحة بداخلي لا تسعفني الظروف للحديث عنها، أنا كتلة مغلقة لا تدركني لغات العوالم.

في الداخل تحتل الأركانَ فُرُشٌ مترامية بفوضى شعَر أشعث، ظُلل هَزمتْ كل الأضواء، خيالات كانت هنا، تبعث على قليل من سرور، كلما امتدت تطالُ مساحة ًمن بالي، أرجعُ إلى الوراء قليلا فأصدق أن منبع الصفاء كان هنا ،حقا كما قيل لي.

ليس في البحر_ وحده_ زرقة ُالبهاء، للعناكب في الزوايا خمولٌ يرتعش كما أكمام الزمن، وثقبٌ إلى الخارج تكاد لا تضيء، كأنها مسام جسد تليد، فإذا ما تطايرت قشرة من حائطي قلت هذا أبي يصيح من الداخل،

أمتثلُ وأضعُ البرذعة على ظهر الحمار. لن أسقي بعد اليوم ماء،

 

 النار ُدليلي!

في الداخل كما في الأعلى ينمو سروري بتواجد الأشياء المهملة، مهمتي أن أعيد لها حبورها، بالدعك والتلميع حتى تعود مصقولة تشعُّ ببهاء مُلفت، لكني لا أحب ترتيبها، التنميط ُمن أعدائي، أتركها في فوضاها لأن ذلك ينسجم مع بعض من رغباتي.

كم يبدو العالم بديعا بفوضاه !

لا تنميط بعد اليوم.

عجلة عتيقة صدئة تآكل مركزُها، استعصت على الدوران نكاية ًبالزمن البارد، أمسكُها يتناسلُ المطاط في يدي كأنه بدنٌ مُحنَّط،،تلك قصة أخرى لدراجة رمت بي في الواد لن أحكيها لكم.

أكتفي بسَرط السكين كاملا !

لعبتي اليوم مع الفرخة والساروت ،

تحضُرني الثقبة فأفقد الساروت  أعثر على الثقبة فأطل بعين واحدة ومركزة كم يبدو الداخل أكثر جمالا مما في الخارج،

باب الغرفة ذاتِ الجُدُر الزرقاء ، والخط الأسود  هو الحد الفاصل بين عيني وعيني. هكذا هي كمسبح مليء مفرغ من مائه، أسبح في الفراغ اذن؟ كم كنت سباحا ماهرا ،

أغلِّقُ الباب من الداخل، كأني أفصل العالم عني ،لأصير عالما آخر، إحساس غريب أن تخلق عالما منفصلا تماما عن هذا العالم،

عودتني جنونيتي أن أفعل هكذا. كي أختنق !

 كأنهم أوجه حُفرت من خشب، في صفوف مرصوصة، القشور تزداد اتساعا في مرتع التخييل ، الجدار منقوش بها، برانسُ الصوف تلف أبدانهم من البرد، أنكبُّ فاغرا فمي وأستسلمُ لغريزة الصمت. لن أنام حتى أنال حصتي من جلد الذئب. تجربتي في ذلك ممتعة،

تجري من تحتي كواليس ملغومة

ربما أسقط .يقول الذئب_ لي !

تعال نَصِرْ صغارا على قاعدة الحمق، نغلِّقُ الأبواب كما زوجة ُالعزيز، فقط لا نتبول على سراويلنا كما في الأحلام،

 أيها الصادر من عنف المنام،

تلك أمنيتك

أن تكتب قصائدك الصامتة،

 وترصدُ كفرخ يمام أولى خطواتك نحو باب المجهول،

...

ليس في )الفرخة ساروت( !

 

الحبيب ارزيق

 

....................

1  القفل

2  المفتاح

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2027 السبت 11 / 02 / 2012)

في نصوص اليوم