نصوص أدبية

يا سافياتِ الرملِ / عبد الفتاح ألمطلبي

 

هُبّي على وتري وهزيّهِ

يا سافياتِ الرملِ في التيهِ

 

أنّى تريّثَ فهو ليسَ سوى

ضيفٍ  وذي الأيامُ تُقريهِ

 

أنحى على قلبي بلائمةِ

و بأنني في العشق أُبليهِ

 

مُرِّي عليه وذكّريهِ بنا

فلعلّ عطر الأمسِ يُغويهِ

 

عجباً  لأيامٍ  يداولُها

يَزوي اللّظى عنهُ فتدنيهِ

 

أفكلما يسلو تُذَكّرهُ

مفجوعَةٌ ثكلـى فتشجيه

 

ما أعولت ذات الهديل على

نخلاته إلا   لتـُنبـيه

 

أن المراكب لم تعدْ أملاً

يحدوهُ من غرقٍ لينجيهِ

 

نَوءُ الهوى جللٌ وديدَنُهُ

نقضُ الشراعِ عهودَ صاريهِ

 

فإذا به والعصفُ  يَسلِبهُ

قُمُصاً على  عورات عاريهِ

 

فبمَ التعللُ والجراحُ مَدىً

بمِدى عِداهُ وبعضِ أهليهِ

 

أوَ كلما هاجتْ مواجعهُ

تعوي الذئابُ على حواشيهِ

 

ما اجتاحتِ الأحلامُ هجعتهُ

إلا وكانت من أغانيــــــهِ

 

أحزانُه طارت تغذّ لــــــهُ

خفقا بأجنحةٍ لتشقيــــــــهِ

 

وطواطُها وغرابُها زُمراً

أنّى يولي فهي تأتيهِ

 

لا تعجبي من طول آهتهِ

جللٌ وحقكِ ما يعانيهِ

 

يا سافيات الرملِ وانتبهي

أن تنكـئي  جرحاً وتحييهِ

 

فلقد طغى لا يستطيع له

بُرءاً يضجُّ فأينَ يخفيهِ

 

جربتُ كل عقار عارفةٍ

فاستعصمت نُدَباً بماضيهِ

 

قالت لقد أزرى الزمان به

وتعجبت مما جرى فيهِ

 

ما مرّ يومٌ في الزمان على

كـــــفّ   لهُ إلا ليلويــــــه

 

وتلت عليه من تمائمها

فلعل ما تتلوه يشفيهِ

 

فإذا الجراح يسيلُ نازفُها

وقداً على قلبي و يورِيه

 

قالت لقد أزرى به نفرٌ

لم يعنهِمْ ما كانَ يعنيه

 

لمّا هوى غنّوا وقد نهبوا

كلَّ العرائسِ من قوافيه

 

وغداً نرى قتّالَ بهجتنا

قد عاد يلبسُ ألفَ تمويهِ

 

كيفَ السبيل لبرء علته

وحكيمهُ بالسمّ  يسقيه

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2030 الثلاثاء 14 / 02 / 2012)

 

في نصوص اليوم