نصوص أدبية

(تصوّفات) صوفيّة / عدنان الظاهر

أأنتِ أنتِ مَنْ قد عرفتُ

 أم أنتِ أنتِ التي لم أعرفْ بعدُ؟

أأنتِ أنتِ أم أنتِ لستِ أنتِ؟

 هكذا ..

بينَ ـ بينٍ أنتِ فأنتَ

البرزخُ وأنتِ البوّابةُ والبابُ المُقفل فكيف السبيلُ للدخول؟

لا ! قفْ. لا تتحرّكْ

 أنتَ الباقي وأنتَ الشاهدُ والشهيدُ

لا من دخولٍ إلاّ لمن لم يدخلْ

مجيء الحُلُمِ سأظلُّ واقفاً في إنتظار

 هي مُنزلقُ الخطايا

 فحذارٍ من التزحلق والتزلج على سَراب الرؤية والرؤيا

كلاهما خطيئة لمن لا يحسن التزلّجِ على أخطائها

هي أنتَ المُنتظِرُ والمنُتَظَرُ

فإيّاك إياكَ من الإيابِ

تنامُ أحلامُ اليقظة تقتلها فلا تدَعْها

(والجروحُ قِصاصُ) الحرامُ في الحرامِ

ما ضرّكَ لو أديتَ صلاةَ الفجرِ قضاءً

ما زالت واقفةً تخشى مقفولَ البيبانِ

شاءتْ إفتحْ ما شئتَ وما

الرغبةِ فالبابُ المقفولُ سرابٌ إفتحْ ميزابَ خشوعِ

الأقفالِ وهمُ خَرافةِ مخلوعِ

الأبوابِ العلّةُ فيها لا فيكَ وبلسمُ علّتها خلفَ

المُطفأِ بالنارِ الأبديةِ أنتَ مجوسيٌّ عالجْ مفتاحَ الجسد

 بوذيٌ مندائيٌّ عشوائيٌّ أنتَ الناذرُ والمنذورُ

إعبدها واحرقْ نفسك فوق الفخِّ المنصوبِ

هل خانتكَ الأنصابُ؟

ما تعبدُ فيها يا [مانو]

إعبدْ ذاتكَ فالعبدُ ذليلُ

مثواها لا تقربْ

جفاها النومُ

دعها تبحثْ عنّي لولاها

أطفأتُ مصابيحي وتوسّدتُ خُطاها

ساقاها تفترشُ المحظورَ وجفناها

شقُّ التُرعةِ يطغى إنْ غامتْ عيناها

(ماني)  يتصيّدُ طغواها إنْ أرغتْ أو غطّتْ

الترعةُ حمّامُ خطاياها

تتعرّى فيها

لا تقربْ منها

 كُلاّ

إبليسُ يقيسُ وتائرَ مجراها

الحنظلُ يطفو فوق الماءِ

أحذو وسوسَ لي أنْ

تحتَ الماءِ زيّنَ لي طعمَ الحنظلِ

 ظمأٌ يقتلني

لا الحنظلُ يُشفيني

لا مَنْ في الترعةِ يسقيني

 أفألطمُ رأسي أو أغفو

السريِّ؟ في عرشٍ يطفو فوق الماء

 

كانون الثاني 2012

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2032 الخميس 16 / 02 / 2012)

في نصوص اليوم