نصوص أدبية
لا أُخفي عنكِ / سامي العامري
يابنتَ موعديَ القريبِ،
أقولُ – لو نَفَعَتْ مقالتيَ - ابتداءْ
لا تَقْربي قلبي فيحرُقَكِ الضياءْ
أو فاقربي،
كم أحسدُ العصفورَ حينَ تُعاندُ الكلماتُ
كم سأذوق طعمَ فراقِها عند اللقاءْ!
أنا قد يموتُ الشيءُ واللاشيءُ فيَّ
- أقول -
إلاّ الطفلَ فهو منازلي إنْ بعثرَتْني يَدُ السنينَ،
وإنْ تمادتْ قسوةً أو جَرَّحَتْ أقدارُها
فهو الغِنى والكبرياءْ
لا أُخفي عنكِ أنا المُجَرِّحُ نفسَهُ أبَداً
وإلاّ فيمَ بايعتُ الحياةَ على يدي فُرَصاً مُضَيَّعةً
وآثَرتُ القصيدةَ مثلَ مجنونٍ يُفَرِّطُ بالدواءْ ؟
لا أُخفي عنكِ،
مَراكبُ الوهمِ الجميلِ فضيحتي
والحُلمُ أصلُ الداءْ
لكنني غَرِدٌ بآلامي
وبأُفقيَ الدّامي!
مُتَعَلِّلٌ بالمُستحيلِ يجيئني
ويَهبُّ في لَهَفٍ لإطعامي
أنا هكذا مُذْ كنتُ كهلاً !
سائرٌ سيراً حثيثاً نحو نجمٍ لا أراهُ
وجنَّةٍ فوقَ الحُطامِ
وكشَعركِ المَضفورِ بالنسماتِ
أرعى أَنْهُرَاً هَفهافةً
غادرتُها حتى نسيتُ نَسيمَها
واليومَ تذكُرني وتَخطُرُ من أمامي
لا أخفي عنكِ
أنا مِن الشعراءِ
نبعِ الخيرِ
والناسِ الكِرام !
شتاء - 2006
من ديوان : أستميحك ورداً \ دار سندباد \ القاهرة - 2010
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2032الخميس 16 / 02 / 2012)